نعى شاب لبناني عبر مواقع التواصل الإلكتروني والده الذي توفي بسبب عدم قدرته على تشغيل جهاز التنفس في بيته، حيث فرض عليه المرض استعماله بشكل دائم.
وقال الشاب هادي هدبا في منشور له على منصة فيسبوك أمس السبت إن والده كان يحتاج للجهاز بشكل دائم، منتقدًا السياسيين والزعماء اللبنانيين.
وتسبب المنشور بموجة سخط واستنكار واسعة من قبل الناشطين اللبنانيين على المنصات الإلكترونية، الذين كالوا الاتهامات للطبقة السياسية ووصفوها بالطبقة المجرمة، محملين السياسيين اللبنانيين مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في البلاد التي تشهد أكبر انهيار مالي في تاريخها وصفه البنك الدولي بأنه واحد من أسوأ 3 أزمات مالية شهدها العالم منذ 150 عام.
ليست فترة وتنقضي ، انها إبادة جماعية. pic.twitter.com/7l0QLFvpij
— Saja (@BaghdadySaja) July 11, 2021
أريد التنفس
وقال هدبا بحسب ما نقلت عنه صحيفة "النهار" اللبنانية: "والدي يعاني مرضًا في رئتيه منذ سنوات، ويعيش على آلة الأكسجين إلى أن حرمه المسؤولون منه".
وأضاف: "حتى في فوج الإطفاء حيث أعمل لا كهرباء كي أنقله لتشغيل الماكينة. واستقبلته المستشفى ليوم واحد، لكن كونه لا يحتاج إلى معالجة بل إلى تنفّس فقط عدنا به إلى المنزل". وذكر الابن أن آخر ما قاله والده كان: " إنني أختنق أريد التنفس، أريد الكهرباء".
وتحدث هادي عن سعي العائلة لشراء بطارية لشحن الآلة لكن الانقطاع الدائم للكهرباء لم يؤمن الطاقة الكافية للشحن، إضافة إلى أن مولدات الكهرباء الخاصة التي يعتمد عليها أغلب اللبنانيين اليوم في الأحياء والمناطق تعاني من شح في مادة المازوت ما يصعب عملية تشغيلها لوقت طويل.
الناس تموت بصمت... الحاج بسام هدبا رجل كبير في السن يعيش على مكنة الأوكسجين... توفي بالأمس لعدم وجود كهرباء هالبلد كتير بوجع 💔 pic.twitter.com/cVu5QGSmHs
— يس (@YasYassine) July 11, 2021
ويصل تقنين الكهرباء إلى حدود 22 ساعة في اليوم، فيما يضطر أصحاب المولدات الخاصة الذين يؤمنون التيار خلال الانقطاعات، إلى تقنين ساعات الخدمة بسبب ارتفاع أسعار المحروقات جراء تراجع الدعم الحكومي بالاضافة لشح وجودها.
وفقدت العملة اللبنانية 90% من قيمتها في مقابل الدولار، فيما بات أكثر من نصف السكان يعيشون تحت خط الفقر. ويعاني البلد الذي يفتقر إلى العملات الأجنبية من نقص في قطاعات عدة، لا سيما الأدوية والوقود وغيرها.