تستضيف القاهرة جولة مفاوضات جديدة بشأن غزة رغم التعثر في تحقيق تقدم وسد الفجوات بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وإسرائيل ضمن المقترح الأخير، الذي اعتبرته الحركة انقلابًا على مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن نهاية مايو/ أيار وانحيازًا لرغبات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ويعد وضع محور فيلادلفيا الحدودي الذي تحتله القوات الإسرائيلية منذ الاجتياح البري لمدينة رفح، وكذلك مصير تشغيل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة من أهم نقاط الخلاف.
"مفاوضات إيجابية وبناءة"
ورغم ذلك، كشف مصدر مطلع على المباحثات بشأن محور فيلادلفيا ومعبر رفح اليوم الجمعة، أنّ مفاوضات القاهرة "كانت إيجابية وبناءة، وقلصت الفجوات مع المصريين بشأن معبر رفح الحدودي"، وفق قوله.
وقال المصدر للقناة 12 الإسرائيلية، إنّ مصر ستسلم "حماس" الملاحق المرتبطة بمحور فيلادلفيا ومعبر رفح غدًا السبت، حيث أشارت القناة العبرية إلى أن رئيس جهاز الموساد غادر القاهرة الليلة الماضية.
إلى ذلك، كشف موقع "أكسيوس" الأميركي أن وصول مستشار الرئيس جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط إلى القاهرة والوفد الإسرائيلي يحمل معه تعديلات في المقترح الأخير وخريطةً محدثة بشأن نشر القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا، مشيرًا إلى أن محادثات القاهرة تهدف إلى إزالة آخر العقبات أمام التوصل إلى اتفاق.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن مصدر قوله: إن فريق التفاوض الإسرائيلي يعمل على سد الفجوة في الصفقة، خصوصًا حول محور فيلادلفيا مع الجانب المصري.
بعثة أممية في محور فيلادلفيا
يَلوح في الأفق مقترح جديد يتضمن إمكانية قبول بوجود دائم لبعثة مراقبة أممية في عدة نقاط ثابتة يتم الاتفاق على عددها على طول محور فيلادلفيا، وفقًا لمصادر مطلعة.
كما يتضمن وجود بعثة أخرى من الاتحاد الأوروبي كطرف ثان من الجانب الفلسطيني في معبر رفح إلى جانب ممثلين عن السلطة الفلسطينية لإدارة وإعادة تشغيل المعبر مجددًا.
لكن ورقة الاتفاق المحدثة لا تشمل انسحابًا فوريًا للقوات الإسرائيلية من معبر رفح ودخول البعثة الأوروبية، بل تشير إلى انسحاب تدريجي يتم التوافق على مداه الزمني. وهو ما يتعارض مع مطالب حركة حماس بالانسحاب الكلي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة أثناء المرحلة الأولى من المفاوضات.
في مقابل ذلك، وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بحث تل أبيب نشر قوة دولية عند ممر فيلادلفيا على حدود مصر وقطاع غزة، مضيفًا أن نتنياهو يصرّ على سيطرة قواته على الممر لمنع إعادة تسليح حماس وتكرار أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي: "إنّ رئيسي الموساد والشاباك موجودان في مصر للدفع قدمًا نحو اتفاق للإفراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع"، ما يوحي بتركيز الحكومة على ملف المحتجزين للتخفيف من ضغط الشارع الإسرائيلي.
نتنياهو يصرّ على عرقلة المفاوضات
وفي هذا الإطار، يشير الباحث في مركز مدى الكرمل، امطانس شحادة، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مصرّ على موقفه منذ بدء المفاوضات.
ويعتبر في حديث إلى التلفزيون العربي من حيفا أن نتنياهو يرغب في الحفاظ على وجود عسكري في محوري نتساريم وفيلادلفيا.
كما يلفت شحادة إلى أن محور فيلادلفيا يمثل العنوان الرئيسي للخلاف بين إسرائيل والإدارة الأميركة ومصر، ويرى أن نتنياهو غير منزعج من وجود هذا الخلاف مع الإدارة الأميركية "حيث يعزز من مكانته السياسية في قواعد اليمين واليمين المتطرف" ويطيل أمد الحرب في انتظار تحولات سياسية قد تفيده.
ويوضح الباحث أن نتنياهو يضع شروطًا تحت غطاء أمني لإفشال المفاوضات، لأنه "يريد انتصارًا مطلقًا" على حماس ويسعى لسيطرة عسكرية مطلقة على غزة في اليوم التالي للحرب، وسيطرة غير مباشرة على مفاصل الحياة المدنية.