Skip to main content

اتهامات بتمويل الاحتجاجات.. شرخ يتسع بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو

السبت 6 مايو 2023

في سابقة من نوعها في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، يظهر للعلن وبوضوح وجود شرخ بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية بسبب أزمة التعديلات القضائية، لتأتي أخيرًا اتهامات بتورط الرئيس جو بايدن في تمويل الاحتجاجات ضدّ حكومة نتنياهو.

فقد ألمح رئيس لجنة القانون والدستور في الكنيست سيمحا روتمان، إلى أن إدارة الرئيس الأميركي تموّل الاحتجاجات في إسرائيل ضدّ خطّة التغييرات القضائية، واصفًا ملاحظات إدارة بايدن بأنها تدخّل في الشؤون الإسرائيلية.

وأشار روتمان إلى وجود تقارير مالية لمنظمات إسرائيلية تدعم الاحتجاجات والمظاهرات، ثبت أنها تتلقى أموالًا من الخارجية الأميركية.

"لم تعد نجمةً على العلم الأميركي"

وطفت التوترات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأميركي على الصفح للمرّة الأولى مع نهاية مارس/ آذار الماضي، من خلال تصريح لبايدن بأنّه لن يدعو رئيس الوزراء الإسرئيلي إلى البيت الأبيض في المستقبل القريب.

وعلى الفور رد حينها نتنياهو على بايدن بتغريدة قال فيها إن إسرائيل تتّخذ قراراتها بإرادة شعبها ولا تقوم على ضغوط من الخارج، في إشارة إلى الولايات المتحدة.

كما ردّ نتنياهو على البيت الأبيض بخصوص تجاهل دعوته رغم مرور 4 أشهر على تنصيبه، عبر منع وزراء حكومته من إجراء زيارات رسمية إلى أميركا طالما أنه هو لم يسافر إليها.

ولم تتوقّف الأمور عند هذا الحدّ، فوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير كشف في تصريحات غير مسبوقة، أن إسرائيل "لم تعد نجمةً على العلم الأميركي"، حسب تعبيره.

لكن بايدن على ما يبدو، وبحسب تقارير، يستمد التشجيع في الضغط على نتنياهو من جماعات يهودية موجودة أصلًا في الولايات المتحدة وهي في غالبيتها مؤيدة لحزبه الديمقراطي، وهو ما يترك الباب مفتوحًا لمزيد من التوترات بين الطرفين.

هل تتأثر العلاقة الإستراتيجية مع واشنطن؟ 

متابعةً لهذه التطورات، يلفت الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أسامة أبو رشيد إلى أن تصريح روتمان ليس بجديد إذ سبقه إلى ذلك وزير العدل الإسرائيلي، حتى أن نجل نتنياهو نفسه سبق وألمح إلى ذات الأمر بتصريحات متكررة تحمل هذا المعنى إلى جانب مسؤولين آخرين في الليكود أو من داخل مكتب نتنياهو.

أما عن تأثير هذا الأخذ والرّد على الإطار العام للعلاقة الإستراتيجية بين واشنطن وتل أبيب، فيستبعد أبو رشيد ذلك "في المرحلة الحالية"، شارحًا أن هناك خلافات بين الإدارتين الأميركية والإسرائيلية، وهو متصّل أكثّر بالابتعاد الذي أسس له نتنياهو في علاقته مع الحزب الديمقراطي، على حدّ تعبيره.

ويردف الباحث في حديث مع "العربي" من واشنطن: "منذ عام 2009 ونتنياهو في حالة صدام مستمر مع الحزب الديمقراطي.. خلال فترة رئاسة باراك أوباما حيث جاء بعده من نفس العام.. ثم عندما جاء ترمب كان واضحًا أن نتنياهو قد انحاز إلى ترمب ضدّ الديمقراطيين".

كذلك، يشير أبو رشيد إلى وجود أصوات تحذيرية إسرائيلية وأميركية من أن هذا الأمر يهدد أمن إسرائيل وعلاقتها الإستراتيجية بالولايات المتحدة، وذلك بتحويلها إلى علاقة حزبية بدل أن تكون فوق حزبية.

ويستطرد الباحث قائلًا: هناك انقسام يهودي داخل الولايات المتحدة فيما يتعلق بمشروع الإصلاحات القضائية، إلى جانب طبيعة الحكومة اليمينية، بالإضافة إلى أن هناك انقسام سياسي إسرائيلي وهذا يعطي إدارة بايدن عمقًا ومساحة للمناورة في الضغط على حكومة نتنياهو".

المصادر:
العربي
شارك القصة