الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

اتهامات لحزب العمال الكردستاني و"قسد".. ما هي تداعيات تفجير إسطنبول؟

اتهامات لحزب العمال الكردستاني و"قسد".. ما هي تداعيات تفجير إسطنبول؟

شارك القصة

نافذة من "العربي" تلقي الضوء على تبعات عملية التفجير التي استهدفت منطقة تقسيم في إسطنبول (الصورة: رويترز)
أكد وزير الداخلية التركي أن الأوامر بتنفيذ العملية صدرت في بلدة كوباني السورية، مشيرًا إلى إمكانية تنفيذ بلاده لعمليات أمنية ضد القوات الكردية.

طوى انفجار تقسيم في إسطنبول صفحته الأولى، لتبدأ معه التحقيقات حول ما حصل، والتبعات التي ستنتج عن تلك الحادثة.

وأعلنت مديرية الأمن في إسطنبول أن منفذة العملية سورية الجنسية، وعلى علاقة مع وحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني، ناشرة صورًا توثق اللحظات الأولى لاعتقال المتهمة.

اتهامات ونفي مسؤولية

وأعلنت المديرية اعتقال عدد من الأشخاص في سياق القضية، مشيرة إلى أن تحقيقاتها الأولية كشفت عن أن المتهمة دربت من قبل وحدات الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني، كما أنها انتقلت، وفق المديرية، عبر طرق غير شرعية من عفرين في إدلب ومن ثم إلى تركيا.

من جهته، نفى حزب العمال الكردستاني صلته بالعملية، مشددًا على أنه لا يستهدف المدنيين بشكل مباشر.

هذا النفي صدر أيضًا عن قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وهي القوات الكردية المتمركزة في الشمال السوري، والمدعومة من الولايات المتحدة الأميركية.

أما وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، فقد أكد أن الأوامر بتنفيذ العملية صدرت في بلدة كوباني السورية الخاضعة لقسد، مشيرًا إلى إمكانية تنفيذ قوات بلاده لعمليات أمنية ضد الأكراد المدعومين من واشنطن.

إيران تتحمل مسؤولية التخطيط؟

في هذا السياق، يرى الباحث السياسي التركي مهند حافظ أوغلو أن "الأدلة تؤكد أن القوات الكردية هي المسؤولة عن العملية، بعد أن خططت وأرسلت فريقًا لتنفيذ العملية البشعة".

ويشدد حافظ أوغلو، في حديث إلى "العربي" من إسطنبول، على أن "التنفيذ شهد خللًا، ولم يكن كما خطّط له، وهو ما دفع قسد للتبرؤ من العملية".

ويشير إلى أن "التخطيط العميق للعملية لم يكن على أيدي قسد أو حزب العمال، بل بعض الجهات الإقليمية التي تريد زعزعة الأمن داخل البلاد".

ويعتبر حافظ أوغلو أن "التخطيط للعملية قد يكون إيرانيًا، علمًا أن طهران تدعم علنًا حزب العمال الكردستاني".

ويقول: "التحقيق الأولي ستتبعه حلقات من التحقيقات، لنصل إلى أدق التفاصيل حول هذه العملية".

ويتساءل: "كيف دخلت المدعوة أحلام وفريقها من عفرين إلى إسطنبول، ومن ساعدها للبقاء في المدينة لمدة 4 أشهر؟".

تركيا تتحمل المسؤولية؟

من جهته، يرى الباحث السياسي الكردي رستم محمود أن "السردية التركية باتهاماتها الموجهة إلى الأتراك هي نفسها منذ 10 سنوات، من دون أن تقدم أي رواية متماسكة".

ويشير محمود، في حديث إلى "العربي" من برلين، إلى أن "السلطات التركية تعتمد على الأكراد كعدو وظيفي يتحمل تبعات كل الفشل الاقتصادي والسياسي للسلطة الحاكمة".

ويقول: "المرأة التي ادعت السلطات التركية أنها منفذة العملية، لا تحمل أي ملامح كردية ولا تتقن اللغة الكردية، كما أنها نفذت عمليتها وانتظرت قوات الأمن بكامل أناقتها لإلقاء القبض عليها".

ويضيف: "هذه المعطيات تدفعنا إلى الشكل بالرواية التركية".

ويتابع قائلًا: "ما جرى الإعلان عنه غير مترابط، والسلطة السياسية في تركيا تعيش أزمة كبرى، وهي تفتعل الأزمات للحصول على الأصوات".

وإذا يذكّر بمحاولة الانقلاب في تركيا عام 2016، يشير محمود إلى أن "تركيا تريد فبركة الموضوع لإظهار أنها تواجه مخاطر أمنية"، حسب قوله.

ويقول: "هناك 20 مليون مؤيد للحركة القومية الكردية داخل تركيا يمكنهم وضع التفجيرات متى يريدون، لكن هذا ليس نهج الأكراد".

استهداف المدنيين في سوريا

بدوره، يرى عضو الائتلاف الوطني السوري السابق زكريا ملاحفجي أن "الصراع بين حزب العمال الكردستاني والسلطات التركية قديم جدًا".

ويشير ملاحفجي، في حديث إلى "العربي" من غازي عنتاب، إلى أن "حزب العمال انتقال إلى الشمال السوري وحاول توسيع نفوذه هناك، وبالتالي باتت المنطقة اليوم تعيش أزمة أمنية كبيرة".

ويعتبر أن "قسد وحزب العمال ليسا بعيدين عن استهداف المدنيين، وهذا حصل أكثر من مرة في عفرين وأريافها"، مشددًا على "أننا لا يمكننا إبعاد أصابع الاتهام عن قسد".

ويقول: "هناك أطراف كثيرة تريد تعطيل الأوضاع السياسية في تركيا، وسواء كانت قسد أو حزب العمال خلف العملية، فهما ليسا بريئين أساسًا بعد الجرائم التي قاما بها في سوريا".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close