قبل 48 ساعة على الجولة الحاسمة للانتخابات الرئاسية التركية، اتّهم مرشح "تحالف الأمة" وزعيم المعارضة التركية كمال كليتشدار أوغلو الجمعة، حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان بحجب رسائله النصية إلى ناخبيه.
واتّهم كليتشدار أوغلو هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التركية، بأنها تنفّذ أوامر أردوغان لإلحاق الضرر بحملته، بينما لم تعلق الهيئة على الاتهامات.
"خائفون منا"
وقال في مقابلة تلفزيونية أجريت معه: "لقد حجبوا (الرسائل النصية) لأنهم خائفون منا". كما كتب في تغريدة: "أسألك يا أردوغان، ألا تريدني أن أخوض هذه الانتخابات"، حسب قوله.
وأعلنت حملة كليتشدار أوغلو أنها أرسلت على نطاق واسع رسائل نصية دعت فيها إلى متابعة المقابلة التلفزيونية مع زعيم المعارضة.
ويأتي اتّهام كليتشدار أوغلو في المراحل الأخيرة من معركة على الرئاسة التركية لا تنفك تزداد ضراوة، في وقت يبدو فيه أردوغان الأكثر حظًا في الجولة الثانية.
والخصمان منخرطان على مدار الساعة في الحملة الانتخابية التي يقول محلّلون إنها الأهم التي تشهدها تركيا منذ عقود.
وتظهر استطلاعات الرأي أن كليتشدار أوغلو لم يتمكّن من تعويض تأخّره الذي بلغ خمس نقاط في الجولة الأولى، بينما يتبع إستراتيجية ومسارًا خاصًا لكسب الأصوات في محاولة للفوز على أردوغان.
إستراتيجية كليتشدار لكسب الأصوات
ويوجه كليتشدار أوغلو رسائله إلى أوروبا بشأن إعادة اللاجئين، بحسب مراسل "العربي" في اسطنبول، حيث يشير المرشح التركي إلى أنه سيكفل عودتهم بشكل آمن بعد بناء البنى التحتية للأماكن التي سيعودون إليها عبر مساعدات من أوروبا، أو سيتم تعليق الاتفاق بين تركيا وأوروبا بشأن إعادة اللاجئين.
وقد دعا السوريين إلى الذهاب للقارة الأوروبية، في تهديد مبطن للجانب الأوروبي بحال لم يستجب الاتحاد الأوروبي إلى متطلبات الرئيس المقبل.
وقال مراسل "العربي" إن هذه الإستراتيجية تشبه تلك الخاصة بمنافسه أردوغان خلال السنوات السابقة مع أوروبا.
وكان أردوغان الذي نال في الدورة الأولى من الانتخابات 49,5% من الأصوات، قد تحدث عن عودة "طوعية" للاجئين إلى سوريا، قائلاً إن بلاده نجحت في إعادة نحو 500 ألف لاجئ سوري إلى مناطق آمنة.
أما خصمه الذي فاز بـ 44,9% من الأصوات، فقد وعد "بإعادة كل اللاجئين إلى ديارهم فور وصوله إلى السلطة"، في "غضون سنتين".
قبل جولة الإعادة.. اللاجئون السوريون في قلب الصراع الانتخابي، ومصير مجهول في انتظارهم#الانتخابات_التركية pic.twitter.com/ouXYLFv1pd
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) May 26, 2023
كما لفت مراسلنا إلى أن تصريحات كليتشدار أوغلو الحالية هي أقل حدة من خطابه السابق حول عودة اللاجئين، خاصة بعد صدور أصوات "منزعجة" من قبل الأحزاب المحافظة بشأن تعالي خطاب الكراهية ضد السوريين.
وقال إنّ كليتشدار أوغلو يحاول إمساك العصا من المنتصف وضبط تصريحاته، كما أن الأكراد أكدوا في اجتماعهم الأخير على ضرورة تحييد ملف اللاجئين عن المطالب السياسية.
كذلك، أوضح مراسل "العربي" أن معظم الدعاية الانتخابية الخاصة بكليتشدار أوغلو، تتركز في الأماكن التي كسب فيها الأصوات في الجولة الأولى، بهدف رفع نسب فوزه وتقدمه على أردوغان خاصة في أنقرة واسطنبول، بينما يعتمد على المكوّن الكردي وبعض القوميين المتشددين بالإضافة إلى ما لديه من الطاولة السداسية.
كما أنه يحاول استقطاب 8 ملايين ناخب امتنعوا عن التصويت في الجولة الأولى، خاصة أنه يشدد مرارًا على ضرورة عدم التراخي والمشاركة في الانتخابات.