قررت الولايات المتحدة وحلفاؤها الاجتماع شهريًا للبحث في تعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية لمواجهة الهجوم الروسي الذي دخل شهره الثالث، وسط غياب مؤشرات الحل عبر المسار الدبلوماسي بين كييف وموسكو.
ووجهت وزارة الخارجية الأميركية اليوم الثلاثاء، انتقادات لتصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشأن احتمال نشوب حرب نووية، معتبرة أن الحديث الفضفاض عن التصعيد النووي هو "قمة اللامسؤولية".
وكان لافروف قد حذر الغرب من الاستهانة بالمخاطر المتزايدة لحدوث صراع نووي حول أوكرانيا، وقال إنه يرى أن ما يفعله حلف شمال الأطلسي "الناتو" بإمداد أوكرانيا بالأسلحة يعني "في جوهره" أن التحالف ضالع في حرب بالوكالة مع روسيا.
مجموعة اتصال حول أوكرانيا
من جانبه، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، اليوم الثلاثاء، بعد اجتماع أمني استضافته قاعدة رامشتاين العسكرية الأميركية في ألمانيا وشاركت فيه نحو أربعين دولة، أن هذا الاجتماع سيصبح مجموعة اتصال شهرية حول دفاع أوكرانيا عن ذاتها، حسب تعبيره.
وأعرب الوزير الأميركي عن أمله في أن تنسّق مجموعة الاتّصال هذه عمل "الدول ذات النوايا الحسنة لتكثيف جهودنا وتنسيق مساعداتنا والتركيز على كسب معركة اليوم والمعارك المقبلة".
وشارك في الاجتماع نحو 40 دولة من بينها ألمانيا التي أعلنت أنّها ستأذن بتسليم عربات مصفحة من طراز غيبارد Gepard إلى كييف، في تحوّل رئيسي في السياسة الحذرة التي اتّبعتها برلين حتى الآن في دعمها العسكري لأوكرانيا.
وقالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت خلال الاجتماع: "لقد قرّرنا أن تسلّم ألمانيا دبابات غيبارد المضادة للطائرات إلى أوكرانيا".
وستأتي هذه المدرّعات التي لم يُحدد عددها من مخزون صناعة الدفاع الألمانية.
ولم تستبعد الوزيرة الألمانية أن توافق بلادها على تسليم أوكرانيا أعتدة ثقيلة أخرى كانت شركات دفاع ألمانية قد عرضت تزويد أوكرانيا بها.
تلبية الاحتياجات الأوكرانية
أما أوستن الذي وعد قبيل انعقاد الاجتماع "بتحريك السماء والأرض" لتعزيز القدرات الدفاعية الأوكرانية، فقال بعد الاجتماع: "نحن جميعًا مصمّمون على مساعدة أوكرانيا على أن تنتصر اليوم وأن تعزّز قدراتها على المدى البعيد".
وشدّد الوزير الأميركي على أنّ "دولاً من سائر أنحاء العالم تحرّكت لتلبية الاحتياجات الملحّة لأوكرانيا... ونرى مزيدًا منها كلّ يوم".
وأضاف "ليس لدينا وقت لنضيّعه" لأنّ "الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لأوكرانيا" إذ تسعى القوات الروسية للسيطرة بالكامل على جنوب هذا البلد وعلى منطقة دونباس الواقعة في شرقه.
في المقابل، تحذر روسيا الغرب من خطر حرب عالمية ثالثة، ولا سيما وسط دعم حلف شمال الأطلسي لكييف بالسلاح، الأمر الذي تعتبره موسكو انخراطا أساسيا في الحرب عبر الوكيل، في إشارة إلى كييف، وذلك غداة زيارة قام بها لأوكرانيا، وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان أنتوني بلينكن ولويد أوستن.
وزراء دفاع نحو 30 دولة يجتمعون في قاعدة رامشتاين العسكرية للتشاور حول سبل دعم #أوكرانيا في حربها ضد #روسيا تقرير: دلولة حديدان pic.twitter.com/0BwUfKJgek
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 26, 2022
وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا هجومًا على أوكرانيا تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو، التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعتبره هذه الأخيرة "تدخلًا في سيادتها".
ولا تزال روسيا تواصل عمليتها العسكرية وتركز جهودها حاليًا على الجنوب والشرق الأوكراني، بعد الانكسار في كييف ومحيطها، دون أي التفات لدعوات وقف الحرب رغم العقوبات الغربية على اقتصادها وتكبدها خسائر في ترسانتها العسكرية.
في المقابل، يجتهد الغرب في دعم أوكرانيا في تصديها لروسيا، إذ كشفت الولايات المتحدة عن مساعدة عسكرية إضافية لأوكرانيا، بقيمة 700 مليون دولار ليرتفع إجمالي مساعدتها إلى 3,4 مليارات.
ومنذ بدء الهجوم، حاول الغرب إقناع موسكو بوقف عمليتها العسكرية على أوكرانيا، ما اضطر كثيرًا من الدول للتضييق على روسيا عبر طرد سفرائها كخطوة ملازمة للعقوبات الاقتصادية الثقيلة التي فرضت عليها وأحدثت شرخًا كبيرًا في اقتصاد موسكو.