أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري اليوم الثلاثاء، أنّ الردّ الإسرائيلي على الهجوم الإيراني "حتمي وسيكون في المكان والزمان الذي نختاره".
وأضاف هاغاري: "بفضل نجاحنا العملياتي" في التصدّي للهجوم، "لدينا الآن العديد من الخيارات حول كيفية التصرف، وسنتصرف بالطريقة الصحيحة وفي الوقت المناسب".
ومساء السبت، أطلقت إيران نحو 350 صاروخًا وطائرة مسيّرة تجاه إسرائيل، في أول هجوم تشنّه مباشرة من أراضيها، ردًا على هجوم إسرائيلي استهدف القسم القنصلي في سفارتها بالعاصمة السورية دمشق مطلع أبريل/ نيسان الحالي.
وبعد اجتماع أول الأحد، تجتمع حكومة الحرب الإسرائيلية مرة أخرى اليوم الثلاثاء لبحث "طبيعة الرد وموعده"، رغم أنّ العديد من حلفاء إسرائيل حثّوها على عدم المخاطرة بتوسيع دائرة الصراع الإقليمي، ومنهم الرئيس الأميركي جو بايدن الذي أكد لنتنياهو أنّ الولايات المتحدة لن تشارك في أي هجوم انتقامي على إيران.
من جهتها، هدّدت طهران بـ"الردّ بقوة" أو "استخدام سلاح لم تستخدمه مطلقًا"، في حال قرّرت إسرائيل الردّ.
ما هي سيناريوهات الردّ الإسرائيلي على الهجوم الإيراني؟
ذكر إعلام عبري اليوم الثلاثاء، أنّ رد إسرائيل على الهجوم الإيراني يحتمل 3 سيناريوهات تشمل هجومًا إلكترونيًا، أو إلكترونيًا وصاروخيًا محدودًا، أو هجومًا كبيرًا عبر الإنترنت واستهداف مجمعات عسكرية.
وكشفت القناة 12 الإسرائيلية، أنّ جيش الاحتلال قدّم عدة خيارات لشنّ هجوم على إيران في اجتماع حكومة الحرب، مشيرة إلى أنّ الخيار الأول يتمثّل في "الردّ المدروس والمحدود، والذي قد يكون هجومًا إلكترونيًا فقط، دون هجوم حركي بإطلاق الصواريخ أو هجوم بالقوات الجوية".
وبالنسبة للخيار الثاني، فقد يكون الهجوم "المعتدل" وهو عبارة عن "هجوم إلكتروني مقترن بهجوم صاروخي محدود على قاعدة عسكرية صغيرة أو مجمّع عسكري واحد".
أما الخيار الثالث أو ما أسمته القناة بـ"الهجوم الكبير"، فيشمل "عدة أشياء معًا، سواء عبر الإنترنت أو استهداف العديد من المجمّعات العسكرية بعضها مهم للغاية، في المراكز الإستراتيجية في جميع أنحاء إيران".
لكنّ القناة أوضحت أنّ الأسئلة الأربعة التي لا تزال الإجابة عنها غير واضحة هي: "أين وماذا ومتى وكيف" سيكون الردّ الإسرائيلي على الهجوم الإيراني غير المسبوق؟.
كيف تنظر طهران للردّ الإسرائيلي؟
وأمس الإثنين، حذّر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في اتصال هاتفي مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون، إسرائيل من "ردّ سريع وواسع وأقوى" في حال هاجمت بلاده.
وفي هذا الإطار، قال مصدق بور مدير مركز الدراسات الإستراتيجية العربية، إنّ إيران لا تخشى إسرائيل، بدليل أنّ إسرائيل لم يسبق أن واجهت مثل هذا الهجوم من حيث الكثافة الصاروخية والمسيّرات من أي دولة في منطقة الشرق الأوسط.
وأشار بور في حديث إلى "العربي" من طهران، إلى تردّد في إسرائيل بخصوص كيفية الردّ على الهجوم الإيراني، مع الأخذ بالاعتبار التحفّظات الأميركية والغربية عن الردّ الإسرائيلي.
ورأى أن إسرائيل مصرّة على الردّ على الهجوم الإيراني لأنّها تريد ردّ اعتبارها بعد أن خسرت المعادلة التي كانت قائمة قبل الهجوم الإيراني عليها، لكنّه في الوقت نفسه أوضح أنّ طهران تتوقّع أن يكون الردّ الإسرائيلي "استعراضيًا محدودًا".
وأكد أنّ طهران نجحت في هجومها في اختراق أقوى منظومة دفاعية في العالم، ناهيك عن أنّ إسرائيل تُخفي خسائرها في القواعد العسكرية التي كانت الهدف الأساسي للهجوم الإيراني.