تتعرض القوات الأمنية الأفغانية لاختبار صعب منذ بدء الانسحاب الأميركي مطلع مايو/ أيار المنصرم، بعدما استولى عناصر طالبان على قواعد وأسلحة ثقيلة للجيش الأفغاني في الأسابيع الأخيرة.
وفي ظلّ تمدّد طالبان منذ بدء الانسحاب الأميركي، تبدو القوات الحكومية مستنزَفة إلى حدّ كبير، ما أجبرها على ترك مواقعها في مناطق ودفع الجنود للاستسلام للأمر الواقع في مناطق أخرى.
وتعوّل السلطات الأفغانية على الدعم الغربي من أجل تعزيز قدرة هذه القوات على مواجهة عناصر طالبان المنتشين بعد استيلائهم على عشرات المناطق مؤخّرًا إثر هجمات وُصِفت بالمذلّة والصادمة.
"دعم غربي" للقوات الأفغانية
ومع قرب موعد اكتمال الانسحاب الأجنبي، يسعى المسؤولون الأفغان إلى ضمان تدفق الدعم لهذه القوات. وكان هذا الملف على رأس جدول أعمال القادة الأفغان في زيارتهم إلى الولايات المتحدة.
ويشمل الدعم الغربي تقديم مزيد من المعدّات العسكرية لتعزيز الأسطول الجوي للجيش الأفغاني وفقًا لتقارير إعلامية.
بموازاة ذلك، أشارت تقارير صحافية أخرى إلى أنّ حلف شمال الأطلسي بدأ محادثات مع المسؤولين القطريين من أجل إنشاء قاعدة عسكرية لتدريب القوات الأفغانية هناك.
هل "تُسقِط" طالبان الدولة الأفغانية؟
ويرى الأكاديمي والباحث السياسي محمد طاهر كوناري أنّ سيطرة قوات طالبان على مناطق عديدة في أفغانستان لا يعني أنّهم سيسيطرون على جميع أراضي أفغانستان، أو سيُسقِطون الدولة الأفغانية.
ويشير كوناري، في حديث إلى "العربي" من كابل إلى أنّ تمدد سيطرة طالبان لا يرجع إلى قوة الحركة، ولكن بسبب ضعف الحكومة، وانسحابها من مناطق ومديريات نائية للحفاظ على قدراتها ومواردها.
ويشدّد على أنّ هذا ما ساعد طالبان في السيطرة على الكثير من المناطق، لكنّها في المقابل لم تستطع السيطرة على المدن الكبير رغم المحاولات التي بُذِلت في هذا السياق في الأسابيع بل الأشهر الماضية.