الأحد 10 نوفمبر / November 2024

ارتفاع حصيلة اشتباكات عين الحلوة.. حماس: المواجهات تهدد لاجئي لبنان

ارتفاع حصيلة اشتباكات عين الحلوة.. حماس: المواجهات تهدد لاجئي لبنان

شارك القصة

مراسل "العربي" يوضح أسباب عدم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان (الصورة: غيتي)
وصل عدد الضحايا داخل مخيم عين الحلوة جنوب لبنان إلى 9 قتلى و40 جريحًا جراء الاشتباكات المستمرة منذ يوم السبت.

ارتفعت اليوم الإثنين، حصيلة الاشتباكات المسلحة بمخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوب لبنان إلى 9 قتلى و40 جريحًا.

ويشهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين تبادلاً لإطلاق النار إثر يومين من مواجهات عنيفة أوقعت قتلى وأسفرت عن حركة نزوح للعائلات.

واندلعت اشتباكات عنيفة مساء السبت في عين الحلوة، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وأكثرها كثافة سكانية، بين عناصر من حركة فتح وآخرين ينتمون إلى مجموعات إسلامية متشددة.

وقد أسفرت بداية عن مقتل عنصر من المجموعات الإسلامية، قبل أن يقتل قيادي في حركة فتح وأربعة من رفاقه الأحد في كمين محكم.

وتم التوصل الأحد إلى وقف لإطلاق النار، لكن الاتفاق لم يحل، دون وقوع مناوشات محدودة طوال الليل، زادت حدتها صباح الإثنين.

9 قتلى و40 جريحًا

وقال غسان صيص، رئيس الجمعية الطبية الإسلامية في صيدا (أهلية)، الإثنين: إن "عدد الضحايا داخل مخيم عين الحلوة وصل إلى 49 بينهم 9 قتلى و40 جريحًا جراء الاشتباكات المستمر منذ السبت".

وأفاد صيص بأن "الجمعية تعمل على الأرض منذ اليوم الأول للاشتباكات وتمكنت من إجلاء 6 حالات مرضية من داخل المخيم لمتابعة علاجها في مستشفيات في مدينة صيدا".

أسفرت اشتباكات عين الحلوة عن حركة نزوح السكان من المخيم
أسفرت اشتباكات عين الحلوة عن حركة نزوح السكان من المخيم - الأناضول

من جانبه، أقفل الجيش اللبناني جميع الطرقات المجاورة للمخيم، بسبب تساقط القذائف والرصاص الطائش على المارة خارج المخيم.

وأشارت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية إلى "ارتفاع وتيرة الاشتباكات" التي تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة.

وقال مسؤول شارك في مفاوضات وقف إطلاق النار لوكالة فرانس برس: "هناك ضغوط لمنع التصعيد تمامًا ويفترض أن تعود الأمور لطبيعتها قريبًا".

أقفل الجيش اللبناني جميع الطرقات المجاورة لمخيم عين الحلوة
أقفل الجيش اللبناني جميع الطرقات المجاورة لمخيم عين الحلوة - غيتي

وتحدثت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية عن "سقوط قذيفة صاروخية في سوق خضار صيدا جنوبي المدينة، واقتصرت أضرارها على الماديات"، مشيرة إلى "حركة نزوح كثيفة لأهالي المخيم إلى خارجه وتحديدًا إلى المناطق المجاورة في مدينة صيدا".

وأوضحت أن "الاشتباكات الدائرة في مخيم عين الحلوة لليوم الثالث على التوالي شلت مراكز العمل والمؤسسات والمدارس والجامعات في مدينة صيدا".

وفي وقت سابق الإثنين، أغلق الجيش اللبناني جميع مداخل مخيم عين الحلوة بعد تجدد الاشتباكات داخله.

لماذا لم يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ؟

وفي هذا الإطار، أفاد مراسل "العربي" من صيدا، بأن أحياء منطقة الطوارئ والبركسات حيث تتصاعد منها أعمدة الدخان تشهد اشتباكات منذ ساعات الصباح الأولى، حيث تكثفت حدتها في الساعات الماضية، وسمع أصوات واضحة لانفجارات بسبب استعمال القذائف والهاون بالإضافة إلى الأسلحة الرشاشة.

وأوضح أن قرار وقف إطلاق النار الذي صدر ليلة أمس الأحد لم يدخل حيز التنفيذ لعدة اعتبارات منها طبيعة المعركة التي تخاض اليوم، وبعد ساعات طويلة من علامات الاستفهام حول الجهة التي تخوض هذه المعركة، ما إذا كانوا أفرادًا ينتمون أو منشقين عن جماعات إسلامية، أو بعضهم مطلوب للدولة اللبنانية، وهذا ما يصعب عمليات التهدئة أو وقف إطلاق النار.

وأضاف مراسل "العربي"، أن الفصائل الفلسطينية اتفقت في اجتماع عقد في مكتب النائب اللبناني أسامة سعد في صيدا، على تثبيت وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه مساء اليوم ولم يدخل حيز التنفيذ، إضافة إلى تسليم ما أسماه بيان الفصائل القتلة وتشكيل لجنة تحقيق غدا الثلاثاء لتبيان المسؤوليات في التطورات التي حصلت في مخيم عين الحلوة.

وتابع أن الفصائل اتفقت أيضًا بحسب التصريح الذي ألقاه النائب أسامة سعد على توجه الفصائل الآن إلى المخيم، والعمل بكل الطرق والسبل الممكنة لفرض تثبيت وقف إطلاق النار في المخيم.

وأشار إلى أن النائب أسامة سعد تحدث عن ضرورة حماية سكان المخيم، وحماية الجوار، تحديدًا مدينة صيدا ومنطقة شرق صيدا، ومنع تمدد أي إشكالات إلى خارج المخيم.

"أحداث عين الحلوة تهدد لاجئي لبنان"

سياسيًا، اعتبر ممثل حركة حماس في لبنان أحمد عبد الهادي، أن الأحداث المؤسفة في مخيم عين الحلوة تشكل خطرًا على القضية الفلسطينية، وتهدد قضية اللاجئين الفلسطينيين في دولة لبنان الشقيقة، بل تهدد أمن واستقرار المخيمات الفلسطينية فيها والجوار، وتضرّ بالمجتمع الفلسطيني، ومن شأنها أن تحدث خسائر بشرية ومادية كبيرة.

وعبر في تصريحات صحفية، عن رفض حركته الاحتكام للسلاح، وتأكيدها على السلم الأهلي، داعيًا بشكل عاجل لوقف إطلاق النار، وسحب المسلحين من الشوارع، مشددًا على أن هذه الاشتباكات تسيء لصورة القضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني، وتشوه صورة السلاح الفلسطيني، الذي ينبغي أن يوجه للاحتلال الصهيوني فقط.

وجدد عبد الهادي تأكيد حركته على البيانات والمواقف الصادرة عن هيئة العمل الفلسطيني المشترك، واللقاء الفلسطيني اللبناني الذي انعقد في صيدا.

وحذر من استمرار الاشتباكات، وخطرها على الوجود الفلسطيني في لبنان، وعلى العلاقات الفلسطينية اللبنانية، داعيًا لدعم جهود هيئات الإسعاف والدفاع المدني والمؤسسات الصحية والإنسانية في إغاثة المخيم، وتسهيل عملية نقل المصابين.

وقال عبد الهادي إنه “في الوقت الذي نؤكد على تشكيل لجنة تحقيق فلسطينية في هذه الأحداث المؤسفة، فإننا نحذر من عملية تهجير أهلنا في مخيم عين الحلوة، ومن نتائج هذا التهجير على المخيم، وعلى الوجود الفلسطيني في لبنان”.

وأكد أن هذا السلوك سيؤدي إلى نتائج سياسية خطيرة، وكارثة إنسانية وأزمة اجتماعية جديدة تفاقم الأزمات التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.

بدوره، أدان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية العمل الإجرامي الذي ارتُكب بحق قوات الأمن الوطني في مخيم عين الحلوة، وحمل المعتدين المسؤولية كاملة عما جرى في المخيم.

ويقطن في مخيم عين الحلوة أكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني مسجل لدى الأمم المتحدة، انضم إليهم خلال الأعوام الماضية آلاف الفلسطينيين الفارين من النزاع في سوريا. ويعرف عن المخيم إيواؤه مجموعات إسلامية متشددة وخارجين عن القانون.

وغالبًا ما يشهد المخيم عمليات اغتيال، وأحيانًا اشتباكات، خصوصًا بين الفصائل الفلسطينية ومجموعات إسلامية متشددة.

ولا تدخل القوى الأمنية اللبنانية المخيمات بموجب اتفاق بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية، وتتولى الفصائل الفلسطينية نوعًا من الأمن الذاتي داخل المخيمات.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close