ارتفع عدد قتلى حرائق غابات اندلعت وسط تشيلي وجنوبها منذ أمس السبت إلى 51 شخصًا مع احتمال أن ترتفع هذه الحصيلة في أسوأ مأساة تشهدها البلاد خلال العقد الأخير.
وقال رئيس تشيلي غابرييل بوريتش الأحد: إن عدد الأشخاص الذين فقدوا حياتهم في الحرائق سيرتفع بالنظر إلى الظروف على الأرض.
نشر وحدات عسكرية
وأضاف بوريتش بحسب شبكة "سي إن إن"، أنه سيتم نشر وحدات عسكرية في المناطق المتضررة من الحرائق، وأن كافة المواد اللازمة لإخماد الحرائق ستكون متاحة.
وقال المتقاعد لويس بيال (69 عامًا) وهو يبكي أمام أنقاض منزله في حيّ فيلا إندبندنسيا على تلال بالبارايسو حيث عُثِر على 19 ضحية: "في غضون دقيقة، فقدنا كل شيء".
وتتوسع رقعة الحرائق في منطقة بالبارايسو السياحية، حيث يقع منتجع بينيا ديل مار الساحلي الشهير.
بالإضافة إلى الخسائر البشرية، تضررت أو دُمّرت بين ثلاثة آلاف وستة آلاف منازل في حرائق الغابات هذه وهي الأكثر دموية في العقد الأخير، وفق مونسالبي.
وقالت وزيرة الداخلية كارولينا توها إن النيران أتت على زهاء 43 ألف هكتار السبت، خصوصًا عند ساحل المحيط الهادئ.
وقال الرئيس التشيلي غابريال بوريتش من قصره الرئاسي لا مونيدا في سانتياغو بعد تحليقه بمروحية فوق المنطقة المتضررة: "نعلم أن (أعداد الضحايا) سترتفع".
كارثة غير مسبوقة
بدورها، قالت ماكارينا ريبامونتي رئيسة بلدية بينيا ديل مار، الواقعة على بُعد نحو مئة كيلومتر إلى غرب سانتياغو: "إنها كارثة غير مسبوقة، ولم تشهد منطقة بالبارايسو أبدًا وضعًا بهذا الحجم".
وأشار صحافيون إلى أن رياحًا عنيفة أدت إلى تأجيج النيران، لافتين إلى أن سحابة من الدخان الأسود غطت الشوارع.
وفرضت السلطات حظرًا للتجول ليلًا اعتبارًا من التاسعة ليلًا (00:00 ت غ)، لتسهيل إمداد فرق الطوارئ بالوقود. وأطلِقت دعوات جديدة للإخلاء، دون أن يكون ممكنًا معرفة عدد السكان الذين بقوا في منازلهم.
وبحلول ساعات الصباح الأولى الأحد، كان لا يزال هناك 30 حريقًا نشطًا من بين 92 حريقًا.
على تلال بالبارايسو حيث تمتلئ الشوارع بمئات السيارات المتفحمة، تمكن الآلاف من تفقّد منازلهم المدمرة صباح السبت.
ويكافح عناصر الإطفاء بلا كلل منذ الجمعة لإخماد عشرات من بؤر الحرائق في مناطق بالبارايسو وأوهيغينز في الوسط، وكذلك في مولي وبيوبيو ولا أراوكانيا ولوس لاغوس في الجنوب.
وأعلنت وزيرة الداخلية أن "الأولوية هي الحرائق في منطقة بالبارايسو، نظرا إلى قربها من المناطق الحضرية".
وتقع هذه المناطق على بُعد يُراوح بين 80 و120 كلم إلى شمال غرب سانتياغو، وهي غنية بصناعة النبيذ والزراعة والغابات، وتشهد تدفقًا للسياح في هذه الفترة بسبب قربها من المحيط الهادئ.
وأعلن الرئيس بوريتش حال الطوارئ الجمعة بغية "توفير كل الوسائل اللازمة" في مواجهة تطور الحرائق. وتمت تعبئة 14 سفينة وخمس مروحيات لمكافحة النيران.
ومنذ الأربعاء، قاربت الحرارة معدل 40 درجة في وسط تشيلي والعاصمة سانتياغو.
وترجع الحرائق إلى موجة حر صيفية وجفاف يؤثران على الجزء الجنوبي من أميركا الجنوبية بسبب ظاهرة إل نينيو الجوية، وسط تحذيرات العلماء من أن ارتفاع درجة حرارة الأرض يزيد من مخاطر الكوارث الطبيعية مثل الحرارة الشديدة والحرائق.
وبينما تواجه تشيلي وكولومبيا ارتفاعًا في درجات الحرارة، تهدد موجة الحر باجتياح الأرجنتين وباراغواي والبرازيل في الأيام المقبلة.