تتبع العلماء أقدم حرائق الغابات التي تم اكتشافها على الإطلاق بفضل رواسب الفحم التي يبلغ عمرها 430 مليون عام من ويلز وبولندا. وأعطت تلك الرواسب نظرة ثاقبة على شكل الحياة على الأرض خلال العصر السيلوري، بحسب موقع "سينس أليرت".
ففي ذلك الوقت، كانت الحياة النباتية تعتمد بشكل كبير على الماء للتكاثر، وعلى الأرجح فهي لم تكن لتظهر في المناطق التي كانت جافة لبعض الوقت من السنة أو كلها.
حرائق النباتات
كانت حرائق الغابات التي نوقشت في الدراسة تشتعل من خلال نباتات قصيرة جدًا أو تلك التي تنمو أفقيًا. ويقول الباحثون: "إن المناظر الطبيعية لم تكن تهيمن عليها الأشجار بل الفطريات القديمة".
وقال عالم النباتات القديمة إيان جلاسبول من كولبي كوليدج في ولاية مين الأميركية: "يبدو الآن كما لو أن دليلنا على الحريق يتطابق بشكل وثيق مع دليلنا على أقدم أحافير كبيرة لنباتات الأرض".
وتحتاج حرائق الغابات إلى وقود أي النباتات، ومصدر اشتعال كان من الممكن أن يكون ضربات صاعقة وكمية كافية من الأكسجين لحرقها.
وأوضح الباحثون أن الحرائق كانت قادرة على الانتشار وترك رواسب الفحم، يشير إلى أن مستويات الأكسجين في الغلاف الجوي للأرض كانت على الأقل 16%.
وبدت المناظر الطبيعية، التي تمثل الآن أوروبا، مختلفة كثيرًا منذ مئات الملايين من السنين، وكان الموقعان اللذان استخدمهما الباحثون لتحليلهم في قارات أفالونيا القديمة وبلطيق في وقت اندلاع حرائق الغابات هذه.
ويحطم هذا الاكتشاف الرقم القياسي السابق لأقدم حريق هائل تم تسجيله قبل 10 ملايين سنة، كما أنه يسلط الضوء على الأهمية المحتملة للبحث في حرائق الغابات في رسم تاريخ الأرض.
الحرائق وتغير المناخ
ويتسبب تغيّر المناخ باندلاع الحرائق حول العالم. وقد أظهر تقرير أعده علماء في الاتحاد الأوروبي في أبريل/ نيسان الماضي أن سكان القارة الأوروبية عانوا من أكثر فصول الصيف قيظًا على الإطلاق العام الماضي، كما شهدت القارة حرائق غابات وفيضانات وموجات حارة شديدة.
ويستند التقرير إلى ملاحظات مستقاة من صور الأقمار الصناعية وقياسات من مواقع على الأرض ونماذج بالكمبيوتر تقدم تحديثًا للوضع المناخي في القارة. وتصدره سنويًا هيئة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي.
وتسببت موجة حارة غير عادية في منطقة البحر المتوسط في إشعال حرائق غابات أتت على ما يزيد عن 800 ألف هكتار في اليونان وتركيا وإيطاليا.
وقد حذّرت الأمم المتحدة في فبراير/ شباط الماضي، من أن عدد حرائق الغابات الكبيرة في كل أنحاء العالم سيرتفع بشكل حاد في العقود المقبلة بسبب الاحترار المناخي، مشيرة إلى أن الحكومات ليست مستعدة للخراب والخسائر البشرية التي ستنتج عنها.