الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

ازدواجية المعايير الغربية إزاء حرب غزة.. مؤثرون يواجهون الضغوط

ازدواجية المعايير الغربية إزاء حرب غزة.. مؤثرون يواجهون الضغوط

شارك القصة

غضب من التعاطف الغربي مع الاحتلال وتجاهل لمأساة غزة – حساب ريشي سوناك على تويتر
شكّلت ازدواجية المعايير في الإعلام الغربي تجاه العدوان على غزة موجة غضب واستنكار من قبل الناشطين العرب – حساب ريشي سوناك على تويتر
تبادر الدول الغربية إلى تبني الرواية الإسرائيلية للعدوان على غزة، فيما يطالب ناشطون بتكثيف الضغوط لكبح ازدواجية المعايير حول اعتداءات الاحتلال.

لا تزال وسائل التواصل الاجتماعي تواكب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في ظل توافد مسؤولي الدول الغربية إلى إسرائيل مع إعلانهم دعمها سياسيًا، وعسكريًا، واقتصاديًا، وإعلاميًا.

وأثار هذا الأمر ردود فعل واسعة على المنصات، حيث انتقد رواد مواقع التواصل ازدواجية المعايير الغربية في التعامل مع القضية الفلسطينية.

غضب من ازدواجية المعايير الغربية

فعلى سبيل المثال، نشر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك صورة عبر منصة "إكس" أرفقها بتعليق: "انتزاع طفل من أسرته هو أسوأ كابوس للوالدين. استمعت هذا الصباح لعائلات تعاني من هذا العذاب الذي لا يطاق".

وأردف سوناك: "من خلال العمل مع شركائنا، نحن مصممون على تأمين إطلاق سراح الرهائن الذين يحتجزهم إرهابيو حماس".

هذه التغريدة استفزت شريحةً واسعة من المغردين، فكتب حساب باسمِ "بابا رانشو" ما يلي: "إذا كنت تعبّر عن مسؤولية أخلاقية تجاه الأطفال الإسرائيليين، فيجب عليك فعل الأمر نفسه تجاه الأطفال الفلسطينيين أيضًا، قيمة حياتهم متساوية".

وتابع الحساب: "وإذا كنت تهتمُّ فقط بمصير الناس في إسرائيل وليس في غزة، فهذا يعني أنّك غيرُ مبالٍ بالحياة البشرية".

بدوره، نشر عمر شيخ صورة كاريكاتورية على حسابه تجسد الدعم الغربي لأوكرانيا، بالمقارنة مع كيفية تعامل تلك الدول مع الحرب الإسرائيلية على غزّة.

توازيًا، يستعدّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لزيارة إسرائيل، وكان قد كتب سلسلة تغريدات منذ بدء الحرب جاء في واحدة منها: "لا شيء يبرّر ضرب مستشفى، ولا شيء يبرّر قتل المدنيين أيضًا".

وأضاف: "تدين فرنسا الهجوم على مستشفى المعمداني في غزّة الذي أودى بحياة عدد كبير من الفلسطينيين. مشاعرنا معهم. يجب تسليطُ الضوء على المعطيات".

"أجرأ تصريح رسمي"

في مقابل هذه المواقف، فإنّ دعوة إيوني بيلارا وزيرة الحقوق الاجتماعية الإسبانية إلى محاسبة إسرائيل على جرائم الحرب التي ترتكبها، لاقت تفاعلًا وتأييدًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي.

وعلق حساب تحت اسم "فلاينغ بيغل" كاتبًا: "هذا أجرأ تصريح رسمي في العالم لغاية اليوم".

أما مريم بتول فكتبت أن العالم يحتاج إلى مثل هؤلاء السياسيين، وتابعت: "إسبانيا أنت وطنٌ رائع".

تخبط الآراء الأوروبية

تعقيبًا على هذه المواقف، ترى الكاتبة الصحفية إيمان مسلماني في حديث مع "العربي" من تولوز أن التخبطات في الآراء السياسية لا سيما في أوروبا تتماشى عادة بحسب التطورات الجيوسياسية.

وتضيف: "مثلًا في فرنسا، هناك تركيز كبير على أن الحرب ليست بين فلسطين وإسرائيل، إنما هي بين إسرائيل وحماس، وذلك من أجل كسب التعاطف الشعبي الذي لم يرض بأن تكون آراء فرنسا ضد الفلسطينيين".

وتقول مسلماني: "السلطات الأوروبية تحاول دائمًا البحث عن مخارج لمثل هذه الأزمات، كي لا يتواجهوا مع شعبهم الذي هو بشكل أو بآخر مع المدنيين"، على حد تعبيرها.

 تأثير الكلمة

بدوره، يتحدث المؤثر عبر وسائل التواصل الاجتماعي محمد أسبيته والطاهي الفلسطيني المعروف باسم "أبو جوليا"، عن تأثير الكلمة في محاولة تصويب الصورة المنحازة لإسرائيل.

ويقول لـ"العربي": من ناحية الجمهور العربي فلا مشكلة في هذا الصدد إذ تتناقل الأخبار محليًا عبر محطات التلفزيون والعرب كلهم على الرأي نفسه، إلا أن المشكلة تكمن على المستوى العالمي إذ إن أغلب وسائل الإعلام الغربية تدار من قبل الرأسماليين المتحكمين في الإعلام.

ويردف: "هناك اختلاف في الثقافة، فإذا أردت أن أوصل فكرة للمجتمع العربي فالطريقة التي أتكلم بها والأسلوب والمصطلحات المستخدمة تختلف عن تلك التي يفهمها المجتمع الغربي".

ويلفت أسبيته إلى أنه من خلال الكوميديا السوداء يمكن إيصال بعض النقاط التي يرفض المجتمع الغربي التطرق إليها بحجة "التعميم"، على عكس السائد أو القواعد المتبعة في البرامج الحوارية والأخبار.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close