وسط مواصلة القوات الإسرائيلية لعملية التوغل في جنوب قطاع غزة، تزداد المخاطر من وقوع كوارث إنسانية أكبر مما حصل حتى الآن، خاصة في ظل المعاناة من غياب سبل العيش، وقلة وصول المساعدات الطبية والغذائية.
ونشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، مقالًا للكاتب جيسن بيرغ قال فيه: "إنه مع قرب توغل القوات الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة، يزداد الخطر في المناطق المزدحمة بأكثر من مليون شخص يبحثون عن ملجأ، هربًا من الدمار في بقية أنحاء القطاع".
خشية من كوارث إنسانية جديدة في غزة
وشدد الكاتب بيرغ على أن الازدحام الكبير في الجنوب هو نتيجة لنزوح ما يقرب من 85% من سكان غزة، البالغ عددهم مليونين وأربعمئة ألف نسمة، بعد أن أمرت إسرائيل المدنيين في الشمال، بإخلاء مناطقهم في بداية الحرب.
وينوه الكاتب إلى أن وجهة نظر إسرائيل تتمثل في ضرورة تأمين السيطرة على خانيونس ورفح، لتحقيق أهدافها الحربية المتمثلة في تدمير القدرات العسكرية لحماس، وتحرير أكثر من 132 أسيرًا.
وبحسب "الغارديان"، فإن الولايات المتحدة، تزعم أنها تعمل "بلا هوادة" لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وسط تحذيرات الأمم المتحدة من أن سكان القطاع معرضون لخطر المجاعة.
وأضافت الصحيفة أن وزير الخارجية الأميركي، لم يتمكن من تأمين أي مكاسب جديدة كبيرة فيما يتعلق بزيادة حجم المساعدات التي تدخل الأراضي الفلسطينية، خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل.
إسرائيل تدمر النظام الغذائي
ونقلت "الغارديان" عن مسؤولين أمميين قولهم، إن إسرائيل تدمر النظام الغذائي في غزة، وتستخدم الغذاء سلاحًا ضد الشعب الفلسطيني، كما أدت عمليات التفتيش الإسرائيلية إلى إبطاء دخول المساعدات إلى القطاع.
وتابعت الصحيفة أيضًا أن الولايات المتحدة تركز على الأزمة الإنسانية أكثر من تركيزها على الجذور السياسية والعسكرية الأساسية للصراع بحسب خبراء.
في سياق متصل، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالًا مشتركًا لـ هبة محفوظ ولوفيدا مويس حول الأوضاع الطبية في غزة جاء فيه: إن الأطباء في غزة يضطرون إلى إجراء عمليات بتر الأطراف وعمليات جراحية صغيرة من دون تخدير أو مسكن للألم، حتى بالنسبة لأولئك الذين يستطيعون الوصول إلى المستشفى، بسبب نقص الأدوية الأساسية.
ويرى المقال أنه رغم وصول إمدادات جديدة من الأدوية إلى غزة هذا الأسبوع من خلال صفقة توسطت فيها فرنسا وقطر، فإن بعض الأدوية المطلوبة لا تزال مفقودة.
ونقل المقال عن طبيب تخدير في غزة كان يعمل في مستشفى الشفاء قوله إن "المستشفى كان يتعامل في بعض الأحيان مع عشرين حالة بتر في اليوم، وإن العمليات كانت تجرى في كل مرافق المستشفى".
من جانبها، نقلت صحيفة "الإندبندنت" عن الأمم المتحدة أن النساء والأطفال هم الضحايا الرئيسيون لحرب غزة، حيث قتل 16 ألف شخص منهم.
وأضافت الصحيفة، أن النساء والفتيات محرومات من الأمان والدواء والرعاية الصحية والمأوى. ويواجهن المجاعة الوشيكة.
واعتبرت أنه على الرغم من قسوة الحرب، ما تزال 83% من المنظمات النسائية في قطاع غزة، تعمل جزئيًا على الأقل، وتركز بشكل أساسي على الاستجابة الطارئة للحرب.