حذّرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) اليوم الخميس، من أنّ الوقت يتسارع نحو حدوث المجاعة الشاملة في قطاع غزة مع تواصل الحرب الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني في تدوينة نشرها عبر منصة "إكس" الخميس، إنّ سكان قطاع غزة يتعرّضون لـ"عقاب جماعي" في ظل شحّ المساعدات الإنسانية.
وقال: "غزة، حرب وحشية مستمرة منذ ثلاثة أشهر، نزوح جماعي وخسائر بشرية وجرحى ودمار، تفاقمت المعاناة التي لا تطاق بسبب تواصل التجريد من الإنسانية والترويج غير المحدود لخطاب الكراهية".
وأضاف أنّ الوضع في غزة "يتجه نحو المجاعة"، داعيًا إلى وقف إطلاق النار.
ووصف لازاريني الوضع في قطاع غزة بأنّه مأساوي، مشيرًا بشكل خاص إلى الوضع في رفح "حيث الشوارع مكتظة وتشهد انتشارًا مقلقًا للغاية للأمراض، والمجاعة تلوح في الأفق، وتتفاقم بسبب القيود المفروضة على توصيل المساعدات".
ودعا المفوض العام لـ"الأونروا" إلى ضرورة وقف إطلاق النار الإنساني وتوفير المساعدات العاجلة وإنهاء هذا النزوح القسري المستمر للسكان في قطاع غزة.
أمراض معدية
من جهته، أكد مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) في تقرير أمس الاربعاء، تسجيل الأمم المتحدة أكثر من 400 ألف حالة من الأمراض المعدية في غزة، بينما عانى نحو 180 ألف شخص من التهابات الجهاز التنفسي العلوي، وأكثر من 136 ألف حالة إسهال نصفها بين الأطفال دون سن الخامسة.
وأوضح التقرير أنّ الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني لم يتمكنوا من تقديم المساعدات الإنسانية المُنقذة للحياة التي تشتدّ الحاجة إليها في شمال وادي غزة لمدة ثلاثة أيام بسبب التأخير في وصول المساعدات ومنع وصولها.
وأشار إلى أنّ ذلك يشمل الأدوية التي كانت ستوفّر الدعم الحيوي لأكثر من 100 ألف شخص لمدة 30 يومًا، بالإضافة إلى 8 شاحنات محملة بالأغذية للأشخاص الذين يواجهون حاليًا انعدام الأمن الغذائي الكارثي الذي يُهدّد حياتهم.
وتقدر الأمم المتحدة أن 1.9 مليون شخص، أو حوالي 85% من إجمالي سكان غزة، أصبحوا نازحين داخليًا، بما في ذلك بعض الذين نزحوا عدة مرات، حيث تضطر العائلات إلى الانتقال بشكل متكرر في القطاع بحثًا عن الأمن.
ويعيش حوالي 1.4 مليون نازح في 155 منشأة تابعة للأونروا في جميع محافظات قطاع غزة الخمس.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حربًا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الخميس 22438 شهيدًا و57614 جريحًا، معظمهم من الأطفال والنساء، ودمارًا هائلًا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
