الخميس 19 Sep / September 2024

استخراج الملح من جبال الألب.. عمل شاق ساهم في استقلال سويسرا

استخراج الملح من جبال الألب.. عمل شاق ساهم في استقلال سويسرا

شارك القصة

تقرير لـ"العربي" حول مناجم الملح في جبال الألب
بدأت رحلة استخراج الملح من جبال الألب قبل نحو 500 عام من نبع ماء شكّل مصدرًا للملح لقرن كامل وكان جفافه بداية مسيرة حفر الأنفاق.

تخبئ جبال الألب أسرار كثيرة، أبرزها كهوف الملح التي حفرها عمال المناجم على مدى قرون طويلة والتي ساعدت سويسرا على تحقيق استقلالها السياسي، كما أنها لا تزال تزود البلاد بالجزء الأكبر من استهلاكها من الملح. 

وقد بدأت رحلة استخراج الملح من جبال الألب قبل نحو 500 سنة أي في عام 1580. وتقول الحكاية إن راعي ماعز لاحظ تردد قطيعه بنهم على نبع ماء تبين أنه مالح المذاق. وقد تحوّل النبع مصدرًا للملح لقرن كامل، وبعد جفافه بدأت مسيرة حفر الأنفاق. 

ودافع البحث عن الملح لسكان الجبال لم يكن غذائيًا فقط، إذ إنهم اضطروا لدفع ضرائب باهظة لاستيراد الملح من الإمارات المجاورة في فرنسا وإيطاليا، وغالبًا ما كانت الضريبة تترافق مع النفوذ السياسي. لذا كان الملح عاملًا أساسيًا للاستقلال. 

وتعد المتحجرات البحرية في جبال الألب دليلًا على أنها كانت قبل آلاف السنين مغمورة بمياه البحار، ومنها ترسب الملح وتحجر في هذه الأعماق. 

أحجية غاز الميثان

وقبل اكتشاف الديناميت، كان عمّال المناجم يحفرون أقل من ثلاثة أمتار في شهر. ولا تزال مطارقهم وقناديلهم في تلك الأنفاق وكأنهم تركوها بالأمس.

وقضى كثيرون منهم بسبب تنشق غاز الميثان المدفون بين الصخور، وقد ظنّوه لعقود طويلة أرواحًا تحرس الكنوز النائمة في جبال الألب.

ويفوق الإنتاج السنوي من الملح في مناجم "بيه" حاليًا 35 ألف طن- العربي
ويفوق الإنتاج السنوي من الملح في مناجم "بيه" حاليًا 35 ألف طن- العربي

وبعد اكتشاف طبيعة الغاز، استخدمت العصافير أجهزة إنذار؛ فحين يصمت العصفور أو يموت في القفص يُدرك العمال أنهم معرضون لتنشق الميثان القاتل. 

وكانت صخور الملح تُنقل بداية إلى الخارج، لكن تقنية ضخ المياه في صخور ثم تجفيفها سهّلت عملية الإنتاج وضاعفت مردودها، وبات المنجم يعتمد الآن على آلات ضخ المياه، فانحسرت الحاجة للمنقبين والعمال اليدويين. 

مناجم "بيه"

ويفوق الإنتاج السنوي من الملح في مناجم "بيه" حاليًا 35 ألف طن وتستخدم غالبيتها لإذابة الثلوج على الطرقات في الشتاء، ويستخدم بعضها في منتجات التجميل والغذاء والصناعات المختلفة.

وقالت المرشدة المسؤولة عن مناجم "بيه"، كارول مانسي لـ"العربي": "التاريخ يعود لعام 1580 عندما بدأ البحث عن المياه".

وشرحت مانسي أنه في القرون الوسطى وعلى مر التاريخ كان الملح مهمًا للغاية وضروريًا لبقاء الناس على قيد الحياة، ولا سيما في الشتاء لإعداد الطعام في الأشهر التي لا يمكن الزراعة فيها.

مميزات ملح الجبال

وأشارت إلى أن ما يميّز ملح الجبال عن ملح البحر هو أنه لا يتعرض للأنشطة البشرية.

ولفتت مانسي إلى أن ملح جبال الألب يصل معدل تركيزه لـ300 غرام في كل لتر من الماء، وهو أشد ملوحة من مياه البحر الميت.

ويعمل في مناجم "بيه" حاليًا 3 منقبين فقط، لكن تلك الأنفاق كانت تعج في ما مضى بمئات عمّال المناجم.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close