بلغت نسبة ذوبان الجليد في قمم جبال الألب بسويسرا مستويات غير مسبوقة في التاريخ الحديث.
تمر رحلة الصعود إلى ارتفاع 3 آلاف متر في تلك الجبال، عبر نطاق الغابات وصولًا إلى القمم الصخرية شبه الجرداء، والتي تلتمع عليها جزر الجليد المعمر منذ مئات السنين.
وتؤكد الشلالات الهادرة في المكان ما يقوله الخبراء، من حيث أن ذوبان الجليد بلغ العام الحالي مستويات قياسية قد تكون الأسوأ في التاريخ الحديث لجبال الألب.
أنفاق ودهاليز
بات 60 نهرًا جليديًا، من أصل ما يزيد على 1400 نهر جليدي في سويسرا، مصدر خطر على السكان والزائرين بسبب تسارع ذوبانها.
الأسوأ على الإطلاق.. نسبة ذوبان الجليد في قمم جبال الألب بـ #سويسرا تبلغ مستويات قياسية وتهدد حياة السكان تقرير: نبيل أبي صعب pic.twitter.com/f3QksAhGeW
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 12, 2022
وتزداد الانزلاقات والانهيارات الجليدية مع الأنفاق والدهاليز، التي تحفرها المياه الذائبة لنفسها في صفائح الجليد.
يقول مراسل "العربي" إن أخاديد المياه المتزايدة بكثرة على الصفائح الجليدية هي مؤشر آخر، وفق الخبراء، على مدى تفاقم مشكلة ارتفاع درجات الحرارة، والتي قد تؤدي إلى ذوبان الصفائح واختفائها نهائيًا.
زائر لا يمكن تجاهله
تلجأ برناديت، التي تعمل في الأخشاب، مع عائلتها إلى المنطقة للاستجمام وتمضية الإجازات.
والمرأة التي تجد نفسها على تماس دائم مع البيئة الجبلية، تخشى أن يؤدي ذوبان الجليد إلى انحسار مخزون المياه العذبة في منطقة الألب، وتغيير نمط الحياة في الجبال السويسرية.
فلطالما شكلت أنهر الجليد مكونًا ثقافيًا بالنسبة للسويسريين، وجزءًا من نمط حياة عاشوها عبر قرون طويلة. لكن الارتفاع القياسي للحرارة بات زائرًا سنويًا لا يمكن تجاهله، ولا سيما وأنه يخبئ لسكان جبال الألب مستقبلًا لا يمكن التنبؤ به.
برناديت تتحدث عن إمكانية رفع الضرائب على الوقود الأحفوري، لكنها تشير إلى أنها لتتمكن آنذاك من تحمل تكلفة وقود سيارتها.
وتوضح أنها لا تستطيع في الوقت نفسه شراء سيارة كهربائية، وهو ما ينطبق على حال عائلتها وأصدقائها.