الإثنين 18 نوفمبر / November 2024

استدعاء ألوية وفصل مناطق.. كيف تُقرأ التطورات الميدانية لعدوان غزة؟

استدعاء ألوية وفصل مناطق.. كيف تُقرأ التطورات الميدانية لعدوان غزة؟

شارك القصة

يحاول الاحتلال فصل المناطق الشمالية عن الوسطى والجنوبية في قطاع غزة- الأناضول
يحاول الاحتلال فصل المناطق الشمالية عن الوسطى والجنوبية في قطاع غزة- الأناضول
تشير تقارير إلى أن عمليات الاحتلال وسط غزة واستهدافه للنازحين تهدف لإبعاد المقاومة والمدنيين عما تسميه إسرائيل بـ"ممر نتساريم".

استدعى جيش الاحتلال الإسرائيلي لواءين من قوات الاحتياط لتنفيذ مزيد من العمليات في قطاع غزة

وقال الجيش إن استدعاء اللواءين سيسمح بمواصلة الجهد والاستعداد للدفاع والحفاظ على أمن السكان وفق قوله، في إشارة لقاطني المستوطنات المحاذية للقطاع.

وجاءت هذه الخطوة رغم سحب جيش الاحتلال جميع ألويته من القطاع، باستثناء لواء ناحال المتمركز في المنطقة الفاصلة بين شمال قطاع غزة عن بقية المحافظات. كما جاءت الخطوة بعد ثلاثة أيام من عملية عسكرية مباغتة وسط القطاع.

تكريس المنطقة العازلة

وتقول وسائل إعلام إسرائيلية إن العملية المباغتة لجيش الاحتلال وسط قطاع غزة، واستهدافه المستمر للنازحين لمنع عودتهم إلى الشمال، يجمعهما هدف واحد، هو إبعاد المقاومة والمدنيين على حد سواء عما تسميه إسرائيل بـ"ممر أو طريق نتساريم" الذي شقته لفصل شمال قطاع غزة عن وسطه وجنوبه.

ويندرج فصل المناطق الشمالية عن الوسطى والجنوبية في سياق مساعي الاحتلال الهادفة إلى تكريس واقع المنطقة العازلة من جهة، وإيجاد موطئ قدم عسكري يسمح لجيش الاحتلال بالتوغل في المنطقة متى شاء.

تأجيل العملية العسكرية في رفح

وتزامنت هذه التطورات مع إعلان هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر تأجيل العملية العسكرية في رفح.

ولم تتضح بعد أسباب هذا التأجيل، ولكنَّ وسائل إعلام ومصادر سياسية إسرائيلية عزتها لأسباب عدة، أبرزها عدم اتضاح خطة إجلاء المدنيين والنازحين الفلسطينيين من رفح، وعدم الحصول على ضوء أخضر أميركي، فضلًا عن حرف المستوى السياسي الإسرائيلي بوصلته قليلًا نحو الرد المرتقب على الهجوم الإيراني ضد العمق الإسرائيلي.

"في نهاية المرحلة الثانية من الحرب"

ويشير الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات معين الطاهر، إلى أن سحب نحو 11 لواء من غزة "جاء نتيجة إرهاق هذه الألوية بعد أربعة أشهر من العمليات في خانيونس، فيما كانت إسرائيل تستعد لاجتياح رفح، مما يعني أن إسرائيل كانت على وشك الدفع بقوات جديدة في وقت يزداد فيه التوتر على الجبهة الشمالية". 

وفي حديثه إلى "العربي" من عمّان يقول الطاهر: "إن اسرائيل تعتبر أنها تحتاج إلى إعادة توزيع قواتها، وتريد الحفاظ على فصل جنوب غزة عن شمالها؛ وهو ما يحتاج بتقديرها إلى لواء ناحال الذي أبقته ليحافظ على الممر الفاصل". 

كما يعتبر الطاهر أن ما تقدم لا يعني أن هذا اللواء بأكمله موجود في تلك المنطقة، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي يتمركز في نقاط مختلفة داخل قطاع غزة وفي المنطقة العازلة. 

ويضيف الطاهر: "علينا أن ندرك أننا في نهاية المرحلة الثانية من الحرب، أي مرحلة الزج بقوات كبيرة في كل مكان".

ويردف بأن "المرحلة الثالثة تتميز بدفع قوات محدودة للقيام بمهمة محدودة"، لافتًا إلى أن الاحتلال يحتاج لعدد كبير من القوات لجبهة رفح". وتوقع أن يكون أسلوب العمليات في رفح مختلفًا عن الأسلوب السابق. 

حماية حاجز "نتساريم"

وحول سير العمليات في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، يوضح الباحث السياسي أحمد الحيلة أن لهذه العمليات سبب مباشر يتعلق بحماية حاجز "نتساريم"، الذي يفصل مدينة غزة والشمال عن الوسط والجنوب. 

وفي حديث لـ"العربي" من اسطنبول، يشير إلى نشاط متسارع لمجموعات المقاومة خلال الفترة الماضية على هذا المحور، حيث عمدت فصائل المقاومة لقصف نقاط تمركز قوات الاحتلال بقذائف الهاون. 

أبقى الاحتلال على لواء ناحال المتمركز في المنطقة الفاصلة بين شمال قطاع غزة وجنوبه - الأناضول
أبقى الاحتلال على لواء ناحال المتمركز في المنطقة الفاصلة بين شمال قطاع غزة وجنوبه - الأناضول

ويقول: "هناك شعور لدى الاحتلال الإسرائيلي بالتهديد المباشر"، لافتًا إلى أن المناطق الغربية من شارع صلاح الدين أي مناطق النصيرات والزوايدة قُصفت وتم تنفيذ عمليات عسكرية محدودة فيها.  

كما يرى الحيلة أن الاحتلال يريد أن يمنع عودة أي فلسطيني من مدينة رفح أو مناطق وسط غزة إلى شمال قطاع غزة. ويتوقع أن تكون مسألة اللوائين ستأتي في إطار استبقاء النشاط العسكري داخل قطاع غزة. 

"سيناريو إستعماري"

ومن جانبه، يقدّم الباحث في مركز مدى الكرمل مهند مصطفى قراءة سياسية لمسار العمليات في غزة، مشيرًا إلى "تصور إسرائيلي واضح بجعل قطاع غزة بشكل يشبه الضفة الغربية". ويعتبر أن الممارسات العسكرية الإسرائيلية في غزة قد تنذر بأن الاحتلال باقٍ في القطاع لوقت طويل.  

وفي حديثه إلى "العربي" من حيفا، يشرح مصطفى أن "الاحتلال يتعامل مع قطاع غزة وكأنه منطقة تخضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية، حيث بإمكانه سحب قوات والدفع بقوات أخرى مستخدمًا أسلوب فصل المناطق عن بعضها".

كما يرى مصطفى أن ما تقوم به إسرائيل هو "سيناريو استعماري واضح استخدمته منذ العام 1948"، لافتًا إلى أن "هدف السيطرة الاستعمارية في الضفة الغربية هو الاستيطان"، فيما يُراد منها في قطاع غزة "إخضاع القطاع والمقاومة". 

ويعتبر أن إسرائيل تسعى إلى أن يكون ثمن إبقاء قواتها في غزة لفترة طويلة مقبولًا نسبيًا، مؤكدًا أن "الأمر لم يعد يتعلق بتحقيق أهداف عسكرية في القطاع، بل بات الهدف البقاء واحتلال قطاع غزة". 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close