أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أن تل أبيب ستواصل الهجمات السرية على برنامج إيران النووي، ومستعدة لحرب جديدة على غزة "حتى لو تسبّبت بسقوط حكومته".
وقبل يوم من لقائه الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض، قال بينيت، في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، هي الأولى له مع وسيلة إعلامية دولية منذ توليه منصب رئاسة الوزراء في إسرائيل في يونيو/ حزيران الماضي إنه يعارض المحاولات التي تقودها الولايات المتحدة لإعادة العمل بالاتفاق النووي مع إيران.
وإذ شدّد على أنه سيوسّع مستوطنات الضفة الغربية التي يعارضها بايدن، رفض بينيت دعم الخطط الأميركية لإعادة فتح قنصلية في القدس، مستبعدًا التوصّل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين في عهده.
استراتيجية جديدة حول إيران
وأوضح أنه سيسعى إلى التوصّل لأرضية مشتركة مع إدارة بايدن لاحتواء البرنامج النووي الإيراني. وذكر بينيت أنه سيعرض رؤية استراتيجية جديدة في هذا الإطار تتضمن تعزيز العلاقات مع الدول العربية المعارضة لنفوذ طهران الإقليمي وطموحاتها النووية، واتخاذ إجراءات دبلوماسية واقتصادية ضدها، ومواصلة الهجمات الإسرائيلية السرية عليها.
وقال: "ما نحتاج إلى القيام به، وما نقوم به، هو تشكيل تحالف إقليمي من الدول العربية المعتدلة، معنا، لصد وعرقلة هذا التوسع وهذه الرغبة في الهيمنة" من جانب إيران.
لا حل قريبًا للصراع مع فلسطين
وأكد بينيت أنه لن يكون هناك حلّ للصراع مع الفلسطينيين في المستقبل المنظور، لكنه قال أيضًا إنه لن يقدّم خطته السابقة، التي وافق عليها نتنياهو فيما بعد ثم أسقطها، لضم مناطق واسعة من الضفة الغربية.
وأشار إلى أن محادثات السلام مع الفلسطينيين لن تجري لأسباب، من بينها "انقسام القيادة الفلسطينية وعدم وجود من يُديرها" كما أن بينيت نفسه يعارض بشدة السيادة الفلسطينية.
وقال: "لن تقوم دولة فلسطينية في عهدي".
حصار غزة سيستمر
وإذ أشار إلى أن "الحصار على غزة سيستمرّ طالما استمرت (حركة) حماس في تسليح نفسها وإطلاق الصواريخ على إسرائيل"، أكد استعداده لخوض حرب أخرى ضدّ حماس، حتى لو أدى ذلك إلى سقوط حكومته الائتلافية.
وكان نواب من "القائمة العربية الموحدة" برئاسة النائب منصور عباس، هدّدوا بوقف دعم الحكومة في حال شنّت حربًا جديدة على غزة.
وقال: "أنا لم ولن أشرك أبدًا الاعتبارات السياسية في القرارات المتعلقة بالدفاع والأمن".
وتعهّد بينيت بأن تقوم حكومته بتمديد سياسة إسرائيلية طويلة الأمد لتوسيع المستوطنات القائمة في الضفة الغربية، قائلًا: "سنُواصل النمو الطبيعي لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية".
وأبدى استياءه من مجرد طرح فكرة دعمه لتقسيم القدس إلى عاصمتين، قائلًا: "القدس عاصمة إسرائيل، إنها ليست عاصمة أي شعب آخر".
تصريحات "معادية للسلام"
وتعقيبًا على تصريحات بينيت، قالت الخارجية الفلسطينية في بيان: إنها تُعَدّ "إمعانًا في العدوان على الشعب الفلسطيني".
وأضافت أن تصريحات بينيت "معادية للسلام، ومحاولة لامتصاص أية ضغوط أو انتقادات أو نصائح أميركية بشأن العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية والاستيطان".
وأشارت إلى أن تلك التصريحات تعتبر "استخفافًا بالمواقف الأميركية المعلنة تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
واعتبرت الخارجية الفلسطينية تلك التصريحات "تخريبًا متعمّدًا للجهود العربية والأميركية والدولية الرامية لخلق المناخات الإيجابية لإطلاق مفاوضات حقيقية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
وقالت: "من الواضح أن بينيت يحاول خلط الأوراق للتأثير على أولويات السياسة الخارجية الأميركية، والدولية للمنطقة بهدف تهميش القضية الفلسطينية عبر رفع وتيرة الاهتمام بالعوامل الإقليمية الأخرى".