استمرار القتال في السودان.. هل تنجح المبادرات الدولية بحل الصراع القائم؟
وسط استمرار القتال في مختلف الولايات السودانية، كشفت مصادر مطلعة لـ"العربي" عن لقاء مباشر الأحد جمع ممثلين عن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، كما أكدت المصادر اتفاق الطرفين على عقد لقاء آخر يوم الثلاثاء.
وقد تزامن اللقاء مع إعلان طرفي الصراع موافقتهما على هدنة جديدة لمدة 72 ساعه بدأت منتصف ليل الأحد - الإثنين.
مفاوضات محتملة
وفي غضون ذلك، أفادت وكالة "أسوشييتد برس" نقلًا عن رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس أن طرفي الصراع وافقا على إرسال ممثلين لبدء مفاوضات من المحتمل أن تكون في المملكة العربية السعودية.
وأضاف بيرتس أن الجيش السوداني أعلن استعداده للانضمام إلى المفاوضات بينما لم يصدر عن قوات الدعم السريع أي ردّ علني.
وأشار المبعوث الأممي إلى أن المحادثات ستتركز في البداية على التوصل إلى وقف لإطلاق النار على أن يكون مستقرًا وموثوقًا يشرف عليه مراقبون دوليون وسودانيون.
مبادرة أميركية سعودية
وتزامنت تصريحات رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان والأنباء بشأن عقد طرفي الصراع لقاء، مع حديث بشأن مبادرة أميركية سعودية لاقت تجاوبًا من الجيش وقوات الدعم السريع.
ونقلت مصادر لصحيفة "العربي الجديد" عن مصدر سياسي مطلع على تفاصيل المبادرة قوله إنها تتضمن مراحل متدرجة للتعاطي مع الشأن السوداني بتجلياته الأخيرة.
وجاءت مجمل هذه التطورات في خضم حديث مستمر لوسطاء إقليميين ودوليين عن أجواء إيجابية لدى طرفي الصراع بالجنوح نحو التفاوض. وقد تجلّى ذلك واضحًا بموافقتهما على إعلان مزيد من الهدن رغم تعرضها للخرق.
الدعم السريع يدعم مسار التفاوض
ويؤكد عضو المكتب الاستشاري لقوات الدعم السريع عمران عبد الله حسن أن "لا مانع عند قوات الدعم في مد يدها إلى التفاوض من أجل إنهاء الأزمة التي يعاني منها الشعب السوداني ورفع المعاناة عن كاهله".
ويقول في حديث إلى "العربي" من لندن: "نحن نؤكد جاهزيتنا لإنجاح المبادرة الأميركية السعودية تفاديًا لأي كارثة إنسانية أو تدخلات أجنبية في البلاد".
ويشير حسن إلى أن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو قد أكّد ذلك بنفسه.
دور الرأي العام السوداني
من جهته، يعتبر الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية صلاح خليل أن المعادلة تغيّرت، حيث أن الرأي العام السوداني يضع في أجندته أن "لا مفاوضات مع قوات الدعم السريع".
ويرى خليل في حديث إلى "العربي" من القاهرة أن هذه المبادرات هي لاستهلاك الوقت، وأن الواقع يظهر ألا انفراج في الأزمة الراهنة.
ويقول خليل: "نحن أمام معضلة لا تتمثل فقط بالقوتين المتصارعتين، بل دخل الرأي العام السوداني على الخط وهو يصر على ألا تفاوض مع ميليشيات الدعم السريع".
ويلفت خليل إلى متغيّر آخر يتمثل بالإستراتيجية التي اتبعها الجيش السوداني في عملية القتال في حرب الشوارع والمدن.
نقطة مفصلية
وحول المساعي الدولية لجمع طرفي الصراع في السودان على طاولة المفاوضات، يشير المستشار السابق في وزارة الخارجية السعودية سالم اليامي إلى أن المملكة كانت في مقدمة الدول التي سعت منذ بداية الصراع للدفع باتجاه الحوار.
ويرى اليامي في حديثه إلى "العربي" من الرياض، أن قبول طرفي النزاع إرسال ممثلين عنهما إلى المفاوضات التي ستعقد في السعودية هو نقطة مفصلية في الصراع.
وقال: "إن الأيام أثبتت لنا بصفتنا مراقبين أنه ليس هناك طرف يتفوّق على الآخر، حيث لا يزال الصراع في المرحلة الأولى، أي في مقر الرئاسة ومطار الخرطوم".
كما يشرح اليامي أسباب مبادرة الرياض، "وهي أن المتحاربين أنهكوا أنفسهم خلال الأسبوعين الماضيين، فيما تضرّر الشعب السوداني".