بعد مشاورات أجراها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت على خلفية احتدام التوتر في المسجد الأقصى، وفي محاولة لنزع فتيل الانفجار، ذكرت وسائل إعلام أن القيادة السياسية في إسرائيل، قررت إغلاق الحرم القدسي أمام "الزوار اليهود"، اعتبارًا من الجمعة، وحتى نهاية شهر رمضان.
وفي هذا السياق، قرر رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت اليوم الأربعاء، منع النائب اليميني المتشدد إيتمار بن غفير، من الوصول إلى باب العامود، أحد أبواب البلدة القديمة في مدينة القدس الشرقية المحتلة.
وقال ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية، في تصريح مكتوب: "قرر رئيس الوزراء نفتالي بينيت منع وصول عضو الكنيست إيتمار بن غفير، إلى باب العامود بالقدس، بناء على توصية وزير الأمن الداخلي، ورئيس (جهاز الأمن العام) الشاباك والمفوض العام للشرطة".
وقال بينيت: "لا أنوي السماح لسياسة صغيرة، بتعريض حياة البشر للخطر؛ لن أسمح لاستفزاز سياسي من قبل بن غفير، بتعريض جنود الجيش وأفراد الشرطة الإسرائيلية لخطر، وجعل مهمتهم الصعبة، أصعب"، حسب قوله.
رئيس الوزراء الإسرائيلي يمنع عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير من الوصول إلى #باب_العامود، والمستوطنون يصرون على تنظيم "مسيرة الأعلام" في #القدس.. المزيد من التفاصيل مع مراسلنا 👇 pic.twitter.com/Ro80xedfcn
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 20, 2022
الفصائل ترفع حال "الاستنفار"
جاء ذلك بالتزامن مع معلومات تفيد باتفاق فصائل المقاومة الفلسطينية خلال اجتماع لها في غزة أمس الثلاثاء، على رفع مستوى حالة الاستنفار في ما تبقى من أيام عيد "الفصح اليهودي".
في المقابل، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة لبحث الوضع في القدس بطلب من دولة فلسطين.
واقتحمت في اليوم الرابع مما يُسمى عيد "الفصح اليهودي"، قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح الأربعاء، ساحات المسجد الأقصى، وأجبرت المصلين على الانسحاب من ساحاته لتأمين اقتحام المستوطنين.
وانتشرت قوات التدخل السريع في ساحات المسجد، وشرعت بالاعتداء على الفلسطينيين وإبعادهم عن مسار اقتحامات المستوطنين.
وحاصرت قوات الاحتلال الفلسطينيين في مصليات الأقصى بعد إغلاقها، ومنعتهم من الوجود في منطقة المصلى القبلي وصحن قبة الصخرة، إلى حين الانتهاء من اقتحامات المستوطنين في الفترة الصباحية.
مراوغة الاحتلال
من جهته، يتحدّث الكاتب والمحلل السياسي صادق أبو عمار عن "إشارات متناقضة يطلقها الاحتلال بخصوص نية منع التصعيد، في مقابل ممارسة الانتهاكات على الأرض"، مشيرًا إلى أنّ "هذا السلوك خبره الفلسطينيون، من مراوغة الاحتلال في تصريحاته".
ويضيف أبو عمار في حديث إلى "العربي" من إسطنبول، أن "من يحكم اليوم في إسرائيل هو اليمين، مقابل حكومة بينيت الضعيفة التي من الممكن أن تذهب في خيارات تصعيدية من أجل إثبات يمينيتها، ولا سيما من خلال السجالات الدائرة حول من هو الأكثر ذهابًا للتهدئة".
ويلفت المحلل السياسي إلى أن "الفصائل الفلسطينية بحكم تجاربها السابقة ترى أنه يجب أن تبقي يدها على الزناد، ولذلك أحد أهم القرارات التي اتخذت هو رفع مستوى الجهوزية والاستنفار بين كل عناصرها في قطاع غزة ومناطق أخرى، في وقت تبقي فيه المقاومة تمسكها بمعادلة الربط بين غزة والقدس".
وبما يخص الموقف الدولي من التطورات على الأراضي الفلسطينية، يعتبر أبو عمار أنّ "الموقف الدولي يميل إلى الحفاظ على الوضع القائم في القدس وتجنب التصعيد بسبب الأولويات الدولية الحاصلة".
وأمس الثلاثاء، اقتحم نحو 850 مستوطنًا المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، على شكل مجموعات ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسًا تلمودية في ساحاته.
وكانت ما تسمى "منظمات الهيكل" دعت إلى تنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى بمناسبة عيد "الفصح اليهودي"، الذي بدأ صباح الجمعة الماضي ويستمر حتى الخميس.
يذكر أن جماعات اليمين المتطرف أعلنت عن تنظيم "مسيرة الأعلام" اليوم الأربعاء، حول أسوار البلدة القديمة وداخل القدس القديمة، الساعة الخامسة عصرًا.