لا تحترم إسرائيل القوانين الدولية، ولا مبادئ الإنسانية، فهي لا تكتفي باستهداف المقاومين، أو من تصفهم بـ"المقاتلين"، والذين تتذرّع بهم لتبرير مجازرهم، التي تصنَّف على أنها ترقى لمستوى لجرائم الحرب، لتضمّ المسعفين إلى "بنك أهدافها" في حربها المُعلَنة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
هكذا، تلاحق صواريخ الاحتلال الإسرائيلي المسعفين الفلسطينيين وتودي بحياة عدد منهم بعد أن تخدعهم بإعطائهم الضوء الأخضر لإسعاف الجرحى، بكلّ بساطة وبلا حدّ أدنى من الحرج.
فقد استشهد 4 مسعفين فلسطينيين في قطاع غزة، بعد استهدافهم من قبل الاحتلال في أثناء قيامهم بمساعدة المصابين وانتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض.
وكان الشهداء الأربعة يرتدون شعار الهلال الأحمر الفلسطيني، مما يمنع من استهدافهم وفق اتفاقية جنيف، حسبما أكد رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني يونس الخطيب.
الشهيد حاتم عوض
وحاتم عوض هو أحد الشهداء الأربعة، إذ توجّه إلى معبر المنطار شرق غزة لتقديم الخدمات الإغاثية للمتضررين الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي؛ وذلك بعد سماح سلطات الاحتلال للمسعفين بنقل الضحايا وإسعاف الجرحى.
لكن الاحتلال تراجع عن وعده وأصابه بنيرانه، ليخاطر مسعفون آخرون بحياتهم للوصول إلى زميلهم، أملاً أن يكون على قيد الحياة لكنه كان قد فارق الحياة حينها.
الاحتلال يستهدف سيارة إسعاف
بالتزامن مع ذلك قصفت قوات الاحتلال بشكل مباشر مركبة إسعاف تابعة للهلال الأحمر أيضًا، ما أودى بحياة المسعفين خليل الشريف ويسري المصري وأحمد دهمان.
وارتفع بذلك عدد الضحايا من الطواقم الطبية جراء القصف الإسرائيلي إلى 10 إضافة إلى إصابة 15 آخرين على الأقل وتدمير أكثر من 20 سيارة بالقصف المباشر.
ومنذ السبت الفائت، تواصل المقاتلات الإسرائيلية شن غاراتها على مناطق متفرقة من القطاع، ما أسفر عن دمار هائل بالمقدرات المدنية وخسائر كبيرة بالأرواح ونزوح مئات الآلاف من السكان.