جددت الأمم المتحدة وعدد من الدول تنديدها بالهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قافلة تقل عمال إغاثة تابعين لمنظمة المطبخ المركزي العالمي (وورلد سنترال كيتشن)، في قطاع غزة.
وأمس الثلاثاء أعلنت منظمة "المطبخ العالمي" تعليق عملياتها لنقل المساعدات الإنسانية في غزة، معربة عن شعورها "بالصدمة" لمقتل 7 من فريقها بغارة على قافلتهم رغم التنسيق مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.
واليوم، نقلت سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني جثامين عمال الاغاثة الأجانب من مستشفى أبو يوسف النجار إلى الجانب المصري لمعبر رفح تمهيدًا لإقامة مراسم دفنهم في بلدانهم.
"قتل عن عمد"
وقالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز اليوم الأربعاء، إن إسرائيل قتلت "عن عمد" موظفي "المطبخ المركزي العالمي".
وكتبت ألبانيز في منشور لها على "إكس": "بحكم معرفتي بكيفية عمل إسرائيل، تقييمي هو أن القوات الإسرائيلية قتلت عمدًا موظفي المطبخ المركزي العالمي حتى ينسحب المانحون وتستمر مجاعة المدنيين بصمت في غزة".
وتابعت المقررة الخاصة للأمم المتحدة أن إسرائيل "تعي أن غالبية الدول الغربية والعربية لن تبذل أدنى جهد من أجل الفلسطينيين".
وتقيد إسرائيل إدخال المساعدات إلى غزة، ما أدى إلى مجاعة وشح في إمدادات الغذاء والدواء والوقود في القطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
غضب في الكونغرس
هذا وعبّر عدد من الأعضاء الديمقراطيين في الكونغرس الأميركي عن غضبهم، من استهداف عمال المطبخ العالمي بغارة إسرائيلية.
ووصف النائب الأميركي جيري كونولي الغارة بـ"العمل المقيت"، وأضاف أنه أمر لا يمكن الدفاع عنه ويمثل فصلًا مظلمًا آخر لحكومة بنيامين نتنياهو.
من جهته، دعا النائب مارك بوكان إسرائيل إلى وقف حملة القصف العشوائي والسماح بالمساعدات الإنسانية لمنع معاناة لا داعي لها، على حدّ قوله.
فيما صرح النائب جيمي راسكين أن حكومة بنيامين نتنياهو "تخسر مكانتها الأخلاقية يوميًا".
"التضامن أمام امتحان"
بدوره، أشار رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك اليوم الأربعاء إلى أن الهجوم الذي أسفر عن مقتل 7 من العاملين من بينهم بولندي ورد فعل إسرائيل عليه، يضع التضامن مع إسرائيل "أمام امتحان".
حيث كتب توسك عبر "إكس" متوجّهًا إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والسفير الإسرائيلي في وارسو: "اليوم تضعان هذا التضامن أمام امتحان. الهجوم المأسوي على المتطوعين ورد الفعل عليه يثيران غضبًا مفهومًا".
أما وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي فرد على سؤال حول احتمال ارتفاع مستويات معاداة السامية في بولندا، بالقول أن "هذه هي الحال أصلًا".
جاء ذلك في مقابلة إذاعية صرح فيها سيكورسكي أنه "إذا كان صحيحًا أن قافلة تعرضت لهجوم متعمد لأنه اعتُقد أنها تضم إرهابيًا وأدى ذلك إلى التضحية بأرواح مدنيين، فأنا لا أعرف أي نظام يمكن أن يبرر هذا الأمر".
وتابع: "إذا كان الأمر كذلك، فيجب على إسرائيل أن تعتذر وتدفع تعويضات لأسر الضحايا"، مؤكدًا أنه طلب التعاون الكامل مع النيابة العامة في بولندا إذ "لا يمكن التقليل من شأن هذا الأمر بالقول إن أمورًا تحدث في زمن الحرب، كما قال نتنياهو أمس".
مطالبة بتحقيق كامل
وفي كندا، طالبت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي اليوم الأربعاء بإجراء تحقيق كامل في قتل موظفي "وورلد سنترال كيتشن" في غزة، الذين من بينهم مواطن كندي.
وقالت جولي على هامش اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل، إن إسرائيل بحاجة إلى احترام القانون الدولي، وأضافت أن كندا ستتأكد من ذلك.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد زعم أنه قتل موظفي الإغاثة عن "طريق الخطأ" ووعد بإجراء تحقيق كامل.