تزامنًا مع تشييع مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة شهداءها الثلاثة الذين اغتالتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الجمعة، عاينت كاميرا "العربي" السيارة التي كان يستقلها براء لحلوح ويوسف صلاح وليث أبو سرور.
فقد رصد مراسل "العربي" من جنين أحمد جرادات نقل السيارة التي استهدفها كمين الاحتلال بوابل من الرصاص، من الحي الشرقي في المنطقة إلى مخيم جنين، وبينت اللقطات آثار الرصاص من الجهة الأمامية والخلفية ومن جميع جوانب المركبة.
وكان جنود الاحتلال قد أطلقوا النار بكثافة على سيارة يستقلها الشبان في الحي الشرقي بجنين، حيث اندلعت اشتباكات مسلحة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي ومقاومين فلسطينيين خلال عملية اقتحام.
وقال جرادات وهو يعاين السيارة: "دماء الشهداء لم تجف حتى هذه اللحظة وهناك على ما يبدو استخدام للرصاص من عيار 500 وليس فقط من بالبنادق".
أطلقوا عليهم النار من جميع الجهات.. هكذا بدت سيارة شهداء #جنين الثلاثة بعد استهدافها بوابل من رصاص الاحتلال 👇#فلسطين pic.twitter.com/BgXJj3VdaX
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 17, 2022
وكان الاحتلال قد ادعى أن الشبان الثلاثة قد قاموا بإطلاق النار على عناصره، وأنهم "عثروا على بنادق داخل المركبة"، بينما يؤكد الفلسطينيون أن ما جرى مع الشهداء والذين جميعهم في العشرينيات من عمرهم كان استهدافًا مباشرًا وعملية إعدام كون إطلاق النار حصل من جميع الجهات وهذا ما أبرزه مراسل "العربي".
كما لفت جرادات إلى أن عناصر الاحتلال قاموا بتفتيش السيارة بعد تصفية الشهداء براء ويوسف وليث عن مسافة صفر، ومن ثم انسحبت. وعليه تشير كل الأدلة إلى أن ما حصل هو عملية إعدام.
يذكر أن 10 فلسطينيين آخرين أصيبوا برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي بعملية الاقتحام الأخيرة التي شهدت مواجهة عنيفة بين مقاومين فلسطينيين وجنود إسرائيليين قرب مكان ارتقاء الشبان.
وبمشاركة شعبية واسعة حمل المشيّعون الشهداء على الأكتاف وسط حالة من الحزن والغضب، وردّدوا هتافات تؤكد الاستمرار في مقاومة الاحتلال. وبعدما صُلي على جثامين الشهداء، وُريت الجثامين الثرى في مقبرة شهداء مخيم جنين.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية عملية الاغتيال ووصفتها بالإعدام الميداني، وقالت إنها تأتي في ظل موجة تصعيد احتلالية في الأراضي الفلسطينية وجزءًا لا يتجزأ من سياسة إسرائيل الهادفة إلى جر الأوضاع إلى الفوضى.