أطلق نشطاء حقوقيون لبنانيون حملة حملت عنوان "اسمها جريمة" للتنديد بجرائم العنف الأسري في لبنان، حيث تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير مع وسم "#اسمها_ جريمة" الذي تحوّل إلى صرخة بوجه "قَتَلة النساء"، بمشاركة ناشطين وإعلاميين وسياسيين.
وجاءت هذه الحملة على خلفيّة الغضب الشعبيّ إثر مقتل زينة كنجو على يد زوجها مطلع الشهر الجاري، الذي برر قتلها بذريعة أنّه كان "يحاول إسكاتها" كما يفعل "أيّ زوج".
وقد تحوّلت الجريمة إلى قضية رأي عام حرّكت الشارع اللبناني لإطلاق دعوات لوضع خطّة حماية شاملة للنساء، وملاحقة كل مرتكبي جرائم العنف المنزلي.
“استُدرجت وقُتلت خنقاً“.. مقتل عارضة الأزياء اللبنانية #زينة_كنجو ومعلومات أولية تشير إلى تورط زوجها#أنا_العربي pic.twitter.com/x6TfnQWKpY
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) January 31, 2021
التفاعل
وشارك في الحملة سياسيّون لبنانيّون، بينهم رئيس حزب "الكتائب" النائب المستقيل سامي الجميل الذي أكّد أنّه بظلّ تزايد جرائم قتل بعض الرجال لزوجاتهم، فإنّ "ما يُعرف بجريمة الشرف هو فكر عنصريّ مُتعفّن يعود بنا إلى عصورٍ أسوأ من العصور الحجرية".
وأضاف: " لا بدّ من أن نذكّر بعواقب هذه الجرائم، ذلك أن جريمة الشرف ألغيت بقانون تقدّمنا به عام 2010 وأقرّ في مجلس النواب عام 2011".
مع تزايد جرائم قتل بعض الرجال لزوجاتهم، نعود ونؤكد أنّ ما يُعرف بجريمة الشرف هو فكرٌ عنصريّ مُتعفّن يعود بنا إلى عصورٍ أسوأ من العصور الحجرية، ولا بدّ من ان نذكّر بعواقب هذه الجرائم، ذلك أن جريمة الشرف ألغيت بقانون تقدّمنا به عام 2010 وأقرّ في مجلس النواب عام 2011.#أسمها_جريمه
— Samy Gemayel (@samygemayel) February 12, 2021
من جهتها، نشرت الناشطة النسوية عليا عواضة شريط فيديو تبرز فيه الأرقام الصادمة لجرائم قتل النساء في لبنان عام 2020، وأرفقت المنشور بتعليق"لا شيء ولا حجة تبرر قتل النساء. أغلب حالات قتل النساء تكون عمدًا وتنطبق عليها المادة 549 والتي تصل عقوبتها إلى الإعدام".
جرائم قتل النساء #إسمها_جريمة. لا شيئ ولا حجة تبرر قتل النساء.أغلب حالات قتل النساء عم تكون عمدًا وتنطبق عليها المادة ٥٤٩ والتي تصل عقوبتها الى الاعدام. pic.twitter.com/hIYmpivAe7
— alia awada (@AlyaAwada) February 12, 2021
أما الصحافية اللبنانية ليال حداد فكتبت " اسمها جريمة لا شرف ولا انتقام ولا غيرة ولا حب... وانت مجرم".
#إسمها_جريمة لا شرف ولا انتقام ولا غيرة ولا حب... وانت مجرم
— layal h (ليال حداد) (@layalhaddad) February 12, 2021
وروت الناشطة ليلى حاطوم معاناتها الشخصية، بعدما كانت "ضحية عنف" في العام 2006، مارسه عليها صديقها، معتبرة أنّ قصّتها تبقى "نقطة في بحر العنف الذي يُمارَس" ضدّ النساء في العالم.
اليوم شاركت معلومات عن جرائم العنف ضد النساء تحت هاشتاغ #اسمها_جريمة #أسمها_جريمه، مقتنعة فيه لأني كنت ضحية عنف عام ٢٠٠٦ ونادرا ما بحكي عن الموضوع. اليوم رح خبّر قصتي ويلي هي ما بتطلع نقطة ببحر العنف الذي يُمارس ضد اي فتاة حول العالم. بتمنى تصبروا شوي لأن يمكن الثريد رح يكون طويل
— Leila Hatoum (@Leila1H) February 12, 2021
وكتب فادي ضو مستشار مؤسسة "أديان" للتنوّع والتضامن والكرامة الإنسانية "شهد عام 2020 مقتل 27 امرأة وفتاة في لبنان على يد أحد أفراد الأسرة. #إسمها_جريمة ومش اي شي تاني".
شهد عام 2020 مقتل 27 إمرأة وفتاة في لبنان على يد أحد أفراد الأسرة. #إسمها_جريمة ومش اي شي تاني pic.twitter.com/44Imq9l8r6
— Fadi Daou 🇱🇧🇨🇵 (@fdaoulb) February 12, 2021
بدورها، رفضت الإعلامية ريما نجيم تبرير الجريمة، لافتة إلى أنّ "الذرائع" تُمنَح للجاني في الدول "الجاهلة" فقط، من قبيل أنه كان فاقدًا للوعي، أو لديه اضطرابات نفسية، أو أنّ المرأة "أثارت غضبه".
#أسمها_جريمه بس بالدول الجاهلة بيسمّوها "كان فاقداً للوعي" لديه اضطرابات نفسية كانت نوبة غضب او لقد أثارت غضبه ما قصدو يقتلها كان بس عم بيسكرلها تمّها ! كان عم يضربها عالخفيف متل العادة ليه ماتِت وبتطلع الضحية مجرمة لأن ماتت … ما بقا تقبلي ما بقا تقبلي تنضَربي !!
— Rima Njeim (@RimaNJEIM) February 12, 2021
أرقام مقلقة
في غضون ذلك، نشرت منصّة "شريكة ولكن" أرقام هواتف الخط الساخن لمنظمات ومؤسسات رسمية وحقوقية في لبنان للتواصل معها في حال التعرض للعنف الأسري".
وحذّرت من "ارتفاع مقلق في أرقام تبليغ النساء عن عنف أسري في الشهر الأول من العام 2021 على الخط الساخن للقوى الأمنية"، مضيفةً أن "عام 2020 كان من الأسوأ على النساء والفتيات لجهة معدّل الجرائم التي ارتكبت ضدهن".