الجمعة 6 Sep / September 2024

اسمه لا يدل على لونه.. حقائق عن "الصندوق الأسود" للطائرات

اسمه لا يدل على لونه.. حقائق عن "الصندوق الأسود" للطائرات
الأربعاء 24 يوليو 2024

شارك القصة

مهام الصندوق الأسود في الطائرات وتاريخه - غيتي
مهام الصندوق الأسود في الطائرات وتاريخه - غيتي

 الصندوق الأسود هو مسجل بيانات الطيران (FDR) وهو جهاز موجود في كل طائرة اليوم ويعمل على توثيق جميع عمليات الطائرة أثناء طيرانها، ويشار إليه أيضًا باسم "مسجل بيانات الرحلة". 

عادة، تحتوي الطائرة على صندوقين أسودين يقعان في الجزء الأمامي والخلفي من الطائرة، وتعمل هذه الصناديق على تتبع بيانات الرحلة وتساعد في إعادة بناء تسلسل أحداث تحطم الطائرة.

ويقوم هذا الجهاز بتسجيل عشرات المؤشرات والبيانات الخاصة بعمل الطائرة ثانية بثانية، بالإضافة إلى تسجيل الأصوات في قمرة القيادة.

وفي حال وقوع حادث طائرة، يكون استرجاع الصندوق الأسود أولوية للمحققين لتحديد سبب الحادث.

اللون الفعلي للصندوق الأسود هو البرتقالي

مسجل الصوت في قمرة القيادة - غيتي
مسجل الصوت في قمرة القيادة - غيتي

على الرغم من أنه يُعرف عادةً بالصندوق الأسود، إلا أن مسجل بيانات الطيران لونه في الواقع برتقالي زاهٍ. 

فقد نشأ مصطلح الصندوق الأسود في بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية، عقب تطوير الراديو والرادار والأدوات الملاحية الإلكترونية في الطائرات القتالية البريطانية والحليفة.

وكانت هذه الأجهزة الإلكترونية السرية غالبًا مغلفة في صناديق معدنية مطلية بطلاء أسود غير عاكس، لحماية المعدن ومنع الصدأ.

وعندما فرضت الدول الرائدة في الطيران استخدام FDRs عام 1967، تم اتخاذ قرار بتغيير لونها إلى البرتقالي الزاهي ليكون من السهل التعرف عليها في موقع الحادث. 

ولم يلق مصطلح "الصندوق البرتقالي" رواجًا لدى الجمهور، لذا بقي اسمه الصندوق الأسود.

ويصنع الصندوق الأسود من مادة التيتانيوم، ما يمنحه القوة للنجاة من أي صدمة إذا سقط في الماء أو من ارتفاع كبير.

الصندوق الأسود أداة عسكرية

استعمل الصندوق الأسود من الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية – "ترافل تومورو"
استعمل الصندوق الأسود من الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية – "ترافل تومورو"

ويعتبر العالم الأسترالي ديفيد وارن مخترع أول مسجلات بيانات الطيران والصوت، ولكن تم تقديم تصاميم سابقة من قبل فرانسوا هوسينو وبول بودوان في مركز اختبار الطيران مارينيان في فرنسا عام 1939. 

وكان مسجل الطيران "نوع HB" الخاص بهما يسجل البيانات على فيلم فوتوغرافي متحرك.

وعام 1947، أسس هوسينو شركة Société Française des Instruments de Mesure مع بودوان وشريك آخر لتسويق اختراعه، الذي كان يُعرف أيضًا باسم "الهوسينوغراف". 

وأصبحت هذه الشركة موردًا رئيسيًا لمسجلات البيانات، التي تستخدم ليس فقط على متن الطائرات بل أيضًا على متن القطارات والسفن والمركبات الأخرى.

وخلال الحرب العالمية الثانية، طور لين هاريسون وفيك هاسبند في المملكة المتحدة، تصميمًا آخر من مسجلات بيانات الطيران، مما وضع الأساس للصناديق السوداء الحديثة.

فقد كان نموذجهم قادرًا على تحمل الحوادث والحرائق للحفاظ على بيانات الطيران سليمة، بحيث يمكنه تحمل ظروف لا يستطيع الطاقم الجوي تحملها.

وبعد بضع سنوات وتحديدًا عام 1942، أنشأ مهندس الطيران الفنلندي فيجو هيتالا أول FDR حديث، والذي أطلق عليه اسم "ماتا هاري".

وكان هذا الصندوق الميكانيكي الأسود عالي التقنية، قادرًا على تسجيل جميع التفاصيل المهمة أثناء اختبارات الطيران للطائرات المقاتلة الفنلندية.

أول صندوق أسود للطائرات التجارية

ديفيد وارن يصمم أول جهاز تسجيل بيانات للطائرات المدنية – "ترافل تومورو"
ديفيد وارن يصمم أول جهاز تسجيل بيانات للطائرات المدنية – "ترافل تومورو"

وحتى الخمسينيات من القرن العشرين، كانت أجهزة تسجيل بيانات الطائرات تستخدم بشكل أساسي في الطائرات العسكرية. 

وفي عام 1958، قام ديفيد وارن ببناء أول جهاز تسجيل مدمج لبيانات الرحلة ومسجل صوت قمرة القيادة (CVR)، وتم تصميمه مع مراعاة تصميم الطائرات المدنية لأغراض التحقيق ما بعد التحطم.

الصندوق الأسود إلزامي

يمكن سحب البيانات من الصندوق الأسود رغم تحطمه – "ترافل تومورو"
يمكن سحب البيانات من الصندوق الأسود رغم تحطمه – "ترافل تومورو"

ووفق موقع "ترافل تومورو" كانت أستراليا أول دولة تجعل الصناديق السوداء إلزامية على الطائرات، وذلك بعد تحطم رحلة خطوط "ترانس أستراليا" الجوية رقم 538 عام 1960. 

وبعد 4 سنوات فقط، أقرت الولايات المتحدة القواعد الأولى التي تتطلب من جميع الطائرات ذات التوربينات والمكبس المزودة بأربعة محركات أو أكثر، أن تحتوي على مسجلات فيديو رقمية (CVR) بحلول عام 1967.

وبحلول ذلك العام، جعلت معظم الدول حول العالم أجهزة FDR/CVR إلزامية، في صناديقها البرتقالية الزاهية الموجودة في ذيل الطائرة، حيث تكون لديها أفضل فرصة للبقاء سليمة في حالة وقوع حادث، ولا تزال موجودة على هذا الحال لغاية اليوم.

وجوب القيام ببعض التحسينات

في المقابل، سلط اختفاء رحلة الخطوط الجوية الماليزية رقم 370 في مارس/ آذار 2014 الضوء على الحاجة إلى تحسين الصناديق السوداء.

فعلى الرغم من وجود نظام تحديد المواقع تحت الماء، إلا أنه لم يتم العثور على الطائرة المنكوبة أو صندوقها الأسود أبدًا.

وأدى ذلك إلى مطالبة السلطات بالبث المباشر للبيانات من الطائرة إلى مراكز المراقبة، كما طلب الخبراء تطوير أجهزة تحديد المواقع تحت الماء لتتمتع بعمر بطارية أطول ونطاق أوسع. 

علاوة على ذلك، طالب الخبراء بوضع جهاز تسجيل احتياطي يتم إخراجه من الطائرة قبل الاصطدام.

المصادر:
ترجمة

الدلالات

Close