ارتفع سعر صفيحة مادة البنزين في لبنان خلال عام واحد بنسبة 346%، الأمر الذي أدى إلى انخفاض استهلاكها بنسبة 14%.
وفيما قد ينجح البعض في ترشيد استهلاك هذه المادة، إلا أن آخرين يعانون من عجزهم عن الحصول عليها، لا سيما الذين يتقاضون مرتباتهم بالعملة الوطنية الآخذة في الانهيار، بينما ترتبط أسعار كل شيء في البلاد بسعر صرف الدولار.
"زحمة سير ولكن"
في شوارع لبنان، تبدو زحمة السير على حالها، لكنها لم تعد مؤشرًا على استهلاك مادة البنزين المشتعلة أسعارها، فالاستهلاك يتفاوت من منطقة إلى أخرى ومن توقيت لآخر.
تفيد بعض الدراسات بأن سعر صفيحة البنزين، التي تُقدر سعتها بـ20 لترًا، وصل في أغسطس/ آب الماضي إلى 575 ألف ليرة، مقارنة بـ129 ألف ليرة في الشهر نفسه من العام الماضي، أي بارتفاع مقداره 446 ألف ليرة.
ويؤكد اختصاصيون في لبنان أن سعر صفيحة البنزين، في حال رفع الدعم نهائيًا عنها، قد يصل في الأشهر القليلة المقبلة إلى 700 ألف ليرة، أيّ ما يعادل الحد الأدنى للأجور، وهو ما يؤدي إلى مزيد من التراجع المرتقب في استهلاك مادة البنزين.
"جزء من الأزمة المالية"
ويلفت عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات في لبنان جورج البراكس، إلى أن أزمة المحروقات في لبنان هي جزء من الأزمة المالية والاقتصادية، التي تعاني منها البلاد منذ عام 2019.
ويذكر في إطلالته عبر "العربي" من بيروت، بأن ارتفاع سعر صرف الدولار من 1500 ليرة للدولار الواحد إلى 34000 ليرة، أدى إلى تضاؤل القدرة الشرائية لدى المواطن.
ويقول إن جميع الأسعار ارتفعت في لبنان لأنه بلد استيراد، وغالبية السلع الاستهلاكية مستوردة، بما فيها المحروقات..
ويشير إلى أن مصرف لبنان يمضي في مسار الخروج نهائيًا من تأمين الدولارات لاستيراد البنزين، منبهًا إلى أن هذا الأمر سيساهم لدى حصوله بزيادة نسبة التراجع في الاستهلاك.