في الزلزال الأخير الذي ضرب تركيا وسوريا، شوهدت صور لأطفال بأعمار مختلفة يتم انتشالهم من تحت الأنقاض، مع ذويهم أو حتى من دونهم.
وعادة ما تلقي الكوارث الطبيعية والأخطار الكبيرة بظلالها على الصغار، وقد تسبّب لهم اضطرابات ما بعد الصدمة.
والخوف لدى هذه الفئة العمرية يمكن أن يأتي بأشكال متعددة. وهم إلى ذلك، يتأثرون بالحدث بحسب درجة تضررهم منه؛ سواء بدمار منزلهم أو فقدان أسرتهم، أو حتى الخوف من التعرّض لهزة أرضية أخرى.
لذا ينصح خبراء الصحة النفسية الأهالي بالاهتمام بمخاوف الأطفال والاستماع إليهم جيدًا، والاستعانة بمعالجين متخصصين في حال لم يكن الطفل قادرًا على تقبل الوضع.
كما يوصي الخبراء بتعليم الأطفال قواعد السلامة الأساسية للتعامل مع الكوارث؛ مثل التزام الهدوء وعدم الفزع والانتظار إلى حين وصول المساعدة أو زوال الخطر أثناء الزلزال.
آثار صدمة الزلازل عند الأطفال
ويُدرج ضمن آثار صدمة الزلازل عند الأطفال الاكتئاب والقلق الشديد، وعدم القدرة على النوم ورؤية الكوابيس باستمرار، فضلًا عن فقدان الثقة في العالم وفي قدرة البالغين على حمايتهم.
كما يظهر الإنكار وشعور الطفل بأنه في حلم سيئ وسيستيقظ منه قريبًا، وفقدان الشهية وانعدام الرغبة في تناول الطعام أو الشراب.
وقد تصل الآثار النفسية لهذه الصدمة إلى حد فقدان الطموح والتخطيط للمستقبل بعد الزلزال، وامتلاك أفكار سوداوية.
كم تمتد مرحلة الصدمة؟
تشير الأخصائية في الصحة النفسية رباب عمار، إلى أن الكارثة أو الحدث غير الاعتيادي يتأثر به كل الناس، سواء أكانوا داخلها أم شاهدوا وقائعها، لذا يكونون عرضة لاضطراب ما بعد الصدمة.
وتذكر في إطلالة من استديوهات "العربي" في لوسيل، بالحديث عن اختلاف تعابير الأطفال لدى إخراجهم من تحت الأنقاض بين من كان مبتسمًا وآخر يسأل عما حدث، بـ"اختلاف ردود أفعال الأشخاص تبعًا لخلفية الإنسان ومناعته النفسية".
وفيما توضح أننا الآن في مرحلة الصدمة، والتي تمتد إلى 30 يومًا تقريبًا، تنفي إمكانية تشخيص إصابة طفل باضطراب ما بعد الصدمة إلا بعد مرور هذه الفترة.
وعن انعكاس الأمر على سلوك الطفل، تشير على سبيل المثال إلى شعوره بالذنب، ما يستوجب تصحيح هذا التفكير الخاطئ والتأكيد أنه لم يكن مسؤولًا عمّا حصل.