تسعى شركة "ميتا" الأميركية إلى تقليص عدد العاملين فيها مع تجنب موجة الصرف المباشر في الوقت عينه، وذلك من خلال إدراج بعض موظفيها على "قائمة الـ 30 يومًا".
وبحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن هذه الإستراتيجية تقضي بترك الموظفين، الذين ألغيت أدوارهم في الشركة بهدف خفض التكاليف، لمدة شهر واحد فقط داخل "ميتا" على أن يكون مهامهم العثور على عمل آخر ضمن الشركة، أو مغادرتها.
ووفق الصحفية الأميركية، فهذه الممارسة تعد شائعة منذ فترة طويلة في الشركة الأم لفيسبوك، لكنها كانت تطال فقط العمال ذوي الأداء المنخفض. ولكن، في الوقت الذي يستعد فيه عالم التكنولوجيا لركود محتمل، بدأت "ميتا" في استخدام هذه الخطة لاستبعاد العمال ذوي الأداء العالي أيضًا.
وقال متحدث باسم الشركة التي يملكها مارك زوكربيرغ للصحيفة إن هذه النافذة الزمنية المعطاة للعمال، هي وسيلة للحفاظ على المواهب التي ربما تفقدها الشركة بسبب الإجراءات الاستثنائية المجبرة عليها لخفض الإنفاق.
تراجع تاريخي
في المقابل، علق متحدث باسم "ميتا" على "قائمة الـ 30 يومًا" لموقع "بيزنس إنسايدر"، مشيرًا إلى أن الرئيس التنفيذي للشركة مارك زوكربيرغ أرسل مذكرة داخلية شرح فيها أنه سيتعين على الشركة إعادة تخصيص الموارد، عقب أول انخفاض في الإيرادات على الإطلاق تعاني منه "ميتا".
كما صرح زوكربيرغ، أمام المساهمين في يوليو/ تموز الماضي: "خطتنا هي خفض نمو عدد الموظفين بشكل مطرد خلال العام المقبل. ستتقلص العديد من الفرق حتى نتمكن من تحويل طاقة العمل إلى أقسام أخرى داخل الشركة".
وفي فبراير/ شباط الفائت، تراجعت أسهم "فيسبوك" بنسبة 25% وخسرت أكثر من 200 مليار دولار من قيمتها، بعد أن أبلغت الشركة عن أول انخفاض لها على الإطلاق في أعداد المستخدمين اليومية التي بلغت نحو مليون مستخدم.
وجاء الانهيار الضخم، الذي يتخطى القيمة السوقية لشركة "ماكدونالدز"، بعد أن أعيدت حديثًا تسمية إمبراطورية وسائل التواصل الاجتماعي التي أنشأها مارك زوكربيرغ بـ "ميتا".
وذكرت مصادر داخلية لـ"إنسايدر"، أنه في يوليو الماضي، أرسلت إدارة "ميتا" مذكرة إلى مديري الأقسام تدعوهم فيها إلى الاستغناء عن العمال الذين لا يرقون إلى مستوى توقعات الشركة وذلك للحد من "زيادة الكثافة"، في عملية تسريح هدفت إلى تقليل عدد الموظفين بنسبة تصل إلى 10%.
#فيسبوك خارج أكثر 10 تطبيقات تنزيلا على الهواتف الذكية.. هل هي بداية الانهيار؟ pic.twitter.com/mk7hmNUJAQ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 22, 2022
تبديل الأولويات
يذكر أن هذه الأزمات الداخلية تعصف بـ"ميتا" في الوقت الذي تتطلع فيه الشركة إلى ما بعد أعمالها الحالية، مثل فيسبوك وواتساب وإنستغرام، وتحديدًا نحو "الميتافيرس"، وهو عالم افتراضي قائم على التكنولوجيا الجديدة.
ففي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلنت فيسبوك عن تغير اسمها إلى "ميتا" لتكون مظلة لتطبيقاتها والاستثمار في مشاريع مستقبلية في عالم الإنترنت، بعد سنوات عصيبة واجهت فيها الشركة فضائح جمة أبرزها تسريب للبيانات لأغراض سياسية وقضايا مكافحة الاحتكار، ووجود طابور طويل من الموظفين السابقين الذين كشفوا عن معلومات مضرة بالشركة.