أدانت الولايات المتحدة ما اسمته انتشار العنف الجنسي المرتبط بالصراع في السودان، والذي قالت وزارة الخارجية الأميركية إنّ مصادر يعتد بها، منها الضحايا، نسبته إلى قوات الدعم السريع والجماعات المتحالفة معها.
وقالت الوزارة في بيان: إنّ "التقارير العديدة عن الاغتصاب والاغتصاب الجماعي وأشكال أخرى من العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد النساء والفتيات في غرب دارفور ومناطق أخرى مثيرة للقلق البالغ. هذه الأعمال الوحشية تسهم في ظهور نمط جديد من العنف العرقي الموجه".
وأعربت الوزارة عن بالغ قلقها "على وجه الخصوص إزاء الوضع داخل وحول مدينة نيالا جنوب دارفور، حيث يوجد عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين في ظل تصاعد القتال بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية".
وأشارت الخارجية الأميركية إلى أن "الولايات المتحدة دعت قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية إلى وقف القتال على الفور والسماح بالمرور الآمن لجميع المدنيين إلى خارج المدينة".
مقتل 7 مدنيين بالخرطوم
وفي إطار التطورات الميدانية، أعلن الجيش السوداني مساء الجمعة، مقتل 7 مدنيين وجرح آخرين في قصف عشوائي لقوات الدعم السريع بولاية أم درمان غربي العاصمة الخرطوم.
رئيس مجلس السيادة السوداني #عبد_الفتاح_البرهان يظهر علنا للمرة الأولى في قواعد #أم_درمان العسكرية وسط حشد من الجيش #العربي_اليوم #السودان تقرير: رشدي رضوان pic.twitter.com/NpAYNZWtY0
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 24, 2023
وقال المتحدث باسم الجيش العميد نبيل عبد الله، في بيان، إن قوات الدعم السريع قامت "اليوم بقصف عشوائي في أم درمان في منطقة أمبدة، أدى إلى مقتل 7 مواطنين وجرح آخرين (دون تحديد عدد)".
وأضاف البيان: "كما قامت بقصف منطقة الحماداب جنوبي الخرطوم، بنفس الأسلوب وجاري حصر الإصابات وسط السكان".
كما أفاد بأن "قوات الجيش بمنطقة الشجرة العسكرية قامت بدحر هجوم جديد" للدعم السريع على سلاح المدرعات و"دمرت 25 عربة قتالية و4 مدرعات خفيفة".
ظهور جديد للبرهان
من جهة أخرى، أفاد بيان متحدث الجيش بأن رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، يواصل جولاته التفقدية لبعض المناطق العسكرية داخل منطقة العاصمة المركزية وخارجها.
وقد ظهر البرهان لأول مرة منذ 130 يوما خارج القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم يوم الخميس. كما زار مدينة عطبرة شمالي البلاد قبل أن يتوجه لمدينة بورتسودان في الشرق.
ويرجع آخر ظهور للبرهان إلى 18 يوليو/ تموز الماضي، إذ ظهر حاملًا سلاحًا رشاشًا ومسدسًا وقنبلة يدوية وهو يترأس اجتماعًا عسكريًا بمركز القيادة والسيطرة للجيش وسط الخرطوم.
رسائل إلى الداخل والخارج
وحول دلالات ظهور البرهان الأخير، يعتبر رئيس تحرير صحيفة "الأحداث" الإلكترونية السودانية عادل الباز أنه أرسل رسائل عدة إلى مجموعة من الجهات، حيث تتضمن الرسالة الأولى ما أسماه "دحضا عمليا للإشاعات التي سرت في الفترة الأخيرة والتي تزعم أن البرهان كان محاصرًا ولا يمكنه الخروج".
أمّا الرسالة الثانية، بحسب الباز، فهي الدفع بالعملية السياسية في السودان حيث يجري الحديث عن تكوين حكومة طوارئ.
كما اعتبر الباز أن البرهان يرسل رسالة إلى الخارج مفادها بأنه يمكنه السفر إلى دول الجوار لكي يُسمع رأيه في العملية السياسية.
وتستمر الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي مخلفة أكثر من 3 آلاف قتيل غالبيتهم من المدنيين.
كما دفعت الاشتباكات العنيفة أكثر من 4 ملايين شخص إلى النزوح داخل السودان وخارجها، بحسب الأمم المتحدة. وحتى الآن، لم تنجح سلسلة من الهدنات بوضع حد للاقتتال القائم.