ارتفعت وتيرة الاشتبكات الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في محيط "سلاح المدرعات" في العاصمة الخرطوم اليوم الإثنين.
ومنذ الأحد، تشن قوات الدعم هجومًا ضاريًا من جبهات عدة على القاعدة العسكرية الواقعة في منطقة الشجرة في جنوب العاصمة بغرض السيطرة عليها، لكنّها تواجه مقاومة شرسة من الجيش.
وأكد عدد من سكان منطقة الشجرة لـ"فرانس برس" وقوع "خسائر كبيرة في الجانبين" نتيجة الاشتباكات.
"تضارب تصريحات طرفي الصراع"
ومنذ بداية المواجهات للاستيلاء على هذه القاعدة العسكرية، يؤكد طرفا الصراع باستمرار عبر حساباتهما على منصات التواصل الاجتماعي سيطرتهما عليهما، وينشر كل منهما مقاطع فيديو تظهر قواته داخل القاعدة.
وتدور حرب على السلطة في السودان منذ 15 أبريل/ نيسان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وقد أسفرت حتى الآن عن مقتل نحو خمسة آلاف شخص ونزوح أكثر من أربعة ملايين سواء داخل البلاد أو خارجها.
اغتيال قائد الفرقة 16 التابعة للجيش السوداني وسط احتدام القتال في أحياء الصحافة وجبرة والعشرة بـ #الخرطوم#العربي_اليوم #السودان تقرير: أحمد بوطاف pic.twitter.com/GLiDk8aA0Y
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 21, 2023
ومساء الثلاثاء، دعا مفوض الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، مجددًا "الأطراف إلى وقف القتال للسماح بمرور المساعدات".
وأضاف أنّ "طرق المساعدات مغلقة والمخزونات الغذائية تتضاءل" في بلد يحتاج أكثر من نصف عدد سكانه إلى مساعدات إنسانية.
وأمس الثلاثاء أيضًا، أفادت منظمة "سيف ذا تشيلدرن" (أنقذوا الأطفال) غير الحكومية، أنّ ما لا يقل عن 498 طفلًا "وربما مئات آخرين" ماتوا جوعًا في السودان خلال أربعة أشهر من هذه الحرب.
وقال مدير المنظمة في السودان عارف نور: "لم نتخيّل قط رؤية هذا العدد الكبير من الأطفال يموتون جوعًا، لكن هذا هو الواقع الجديد في السودان".
وحذر نور في بيان من أنّه في بلد كان يعاني ثلث سكانه قبل الحرب من الجوع "يموت الأطفال من الجوع في حين كان من الممكن تجنّب ذلك تمامًا".