قدمت منظمة العفو الدولية، اليوم الأربعاء، شهادات تفيد بأن مقاتلي تيغراي قتلوا عمدًا واغتصبوا جماعيًا عشرات النساء والقاصرات في بلدتين بمنطقة أمهرة الإثيوبية العام الماضي، في واحدة من المآسي المروعة للحرب التي بدأت قبل 15 شهرًا.
وأجرت المنظمة مقابلات مع 30 فتاة وامرأة تعرضن للاغتصاب، حيث لم تتجاوز أعمار بعضهن 14 عامًا، وكذلك ضحايا آخرين للعنف لرسم صورة عن الفظاعات التي ارتُكبت في شينا وكوبو خلال أغسطس/ آب، وسبتمبر/ أيلول الماضيين بعدما سيطر عناصر "جبهة تحرير شعب تيغراي" على البلدتين.
وأكدت نحو نصف ضحايا العنف الجنسي أنّهن تعرّضن للاغتصاب الجماعي، فيما أفاد أطباء منظمة العفو الدولية بأن بعض الناجيات عانين من تمزّقات ناجمة على الأرجح من استعمال الحراب في تلك العمليات الإجرامية.
There is mounting evidence of a pattern of Tigrayan forces committing war crimes and possible crimes against humanity in areas under their control in the Amhara region since July 2021.https://t.co/dOjxS9QlYZ
— Amnesty International (@amnesty) February 16, 2022
وروت طالبة تبلغ من العمر 14 عامًا خلال إحدى تلك الشهادات، تفاصيل مروعة لاغتصابها ووالدتها، التي أكدت أنها تعاني من الاكتئاب الشديد بعد تلك الجريمة بحقهما.
وتأتي هذه الشهادات عقب تقرير سابق لمنظمة العفو يعود إلى نوفمبر/ تشرين الثاني وثّق اعتداءات جنسية قام بها مسلحو تيغراي في بلدة نيفاس ميوشا في أمهرة.
من جهتها، قالت نائبة مدير مكتب منظمة العفو لمنطقة شرق إفريقيا ساره جاكسن: إنّ "الأدلة تتزايد على نمط يشير إلى ارتكاب قوات تيغراي جرائم حرب، وجرائم محتملة ضد الإنسانية في مناطق خاضعة لسيطرتها في منطقة أمهرة منذ يوليو/ تموز 2021".
وأضافت: "يشمل ذلك حوادث متكررة لاغتصاب واسع النطاق وعمليات قتل خارج نطاق القانون ونهب، بما في ذلك من مستشفيات".
وذكر سكان كوبو أن مقاتلي جبهة تحرير شعب تيغراي قتلوا مدنيين عزلًا، في إطار سلسلة عمليات قتل انتقامية بعدما واجهوا مقاومة لتقدّمهم من قبل ميليشيات في أمهرة. وذكرت المنظمة أن تحليل الصور الملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية كشف عن وجود مواقع دفن جديدة أشار إليها قرويون.
ولم ترد جبهة تحرير شعب تيغراي على الاتهامات الأخيرة، بحسب منظمة العفو. لكن سبق للجماعة أن انتقدت المنظمة على تقرير سابق بشأن فظائع ارتكبت في نيفاس ميوشا، قائلة إنها ستجري تحقيقها الخاص بها وتجلب مرتبكي هذه الأعمال إلى العدالة.
وتخللت الحرب في شمال إثيوبيا شهادات عن مجازر وعمليات اغتصاب جماعي، وقتل الآلاف فيما يواجه مئات الآلاف خطر المجاعة.
وسبق لمنظمة العفو أن وثّقت عمليات اغتصاب ارتكبها جنود إريتريون وإثيوبيون في حق مئات النساء والفتيات.