يسود غضب واسع رواد مواقع التواصل الاجتماعي عقب تسلّم الولايات المتحدة للرصاصة التي قتلت الصحفية شيرين أبو عاقلة، ويرى العديد من المعلّقين أن الرصاصة يجب أن تسلم لمحكمة الجنايات الدولية.
ووافقت السلطة الفلسطينية على إجراء فريق خبراء أميركي فحصًا جنائيًا على الرصاصة في السفارة الأميركية بالقدس المحتلة، كما أعلن جيش الاحتلال من جانبه أنه سيفحص الرصاصة بحضور أميركي.
ويأتي ذلك على الرغم من تأكيدات النائب العام الفلسطيني أكرم الخطيب أنّ السلطة حصلت على ضمانات من الجانب الأميركي بعدم تسليم الرصاصة إلى إسرائيل على الإطلاق دون أن يوضح طبيعة هذه الضمانات.
إعادة الرصاصة إلى الجانب الفلسطيني
وأشارت السلطة أيضًا إلى أنّ الرصاصة ستعاد لها لاحقًا وأنها اطمأنت للجانب الأميركي لأن شيرين مواطنة فلسطينية تحمل الجنسية الأميركية.
ووفق تصريحات نقلتها وكالة "الأناضول"، فقد قال وزير العدل الفلسطيني محمد الشلالدة الأحد: إن الولايات المتحدة أعادت الرصاصة التي قتلت الصحفية شيرين أبو عاقلة إلى السلطة الفلسطينية، عقب إجراء فحص جنائي عليها.
وأكد الوزير أن "واشنطن أعادت الرصاصة إلى السلطة الفلسطينية، وتم إجراء فحص عليها من جانبنا، وتبين أنه لا يوجد عليها أي تغييرات من الناحية الفنية والمهنية وعادت كما هي"، حسب قوله.
غضب وانتقادات
وأثار تسليم الرصاصة للولايات المتحدة وإسرائيل بدلًا من المحكمة الجنائية غضبًا وسيلاً عارمًا من الانتقادات، رأى فيها المغردون على تويتر تنازلًا عن حق الصحفية الراحلة، لا سيّما أنّ الرصاصة صناعة أميركية.
ويقول الكاتب علي أبو نعمة: وفقًا لقناة الجزيرة صنعت الولايات المتحدة الرصاصة عيار 5.56 ملم وزودتها لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي الذي قتل شيرين أبو عاقلة. واعتبر أبو نعمة تسليم الرصاصة إلى صانعيها تصريحًا للمجرمين في التحقيق في جريمتهم.
بدوره، يستنكر الكاتب ياسين عز الدين تراجع السلطة الفلسطينية عن موقفها الرافض لتحقيق مشترك مع الاحتلال في جريمة قتل شيرين أبو عاقلة، شاجبًا موافقتها على لجنة تحقيق برعاية أميركية.
في حين اعتبر المحلل السياسي إبراهيم الحمامي "تسليم الرصاصة عبر الجانب الأميركي إغلاقًا عمليًا لملف اغتيال الصحفية بالاتفاق مع سلطة رام الله".
تسليم الرصاصة التي قتلت #شيرين_ابو_عاقلة للاحتلال -عبر الجانب الامريكي- هو عمليا لإغلاق الملف تماما بالاتفاق مع سلطة رام الله... -ستعترف "اسرائيل" بان احد عناصرها هو من أطلق الرصاصة -الرصاصة أطلقت بالخطأ -تأسف "اسرائيل" وتعتذر -ترحيب أمريكي واقفال للملف ويا دار ما دخلك شر!
— د. ابراهيم حمامي (@DrHamami) July 3, 2022
وتنبأ الحمامي بسيناريوهات الخطوات اللاحقة التي ستبدأ باعتراف إسرائيل بأنّ أحد أفرادها هو من أطلق الرصاصة بالخطأ وستقدم بعد ذلك اعتذارها وسترحب الولايات المتحدة بهذه الاعتذار وسيقفل الملف، على حدّ قوله.
ويلخص الكاتب مارك أوين جونر سوداوية المشهد في تغريدة قال فيها: إنّ "القتلة يحققون مع أنفسهم بينما يشرف عليهم أعز أصدقائهم".
Killers investigating themselves while being supervised by the best friends of the killer 💯 #ShireenAbuAklehhttps://t.co/VZ4ELqrAvG
— Marc Owen Jones (@marcowenjones) July 3, 2022
أمّا الكاتب ماهر اليوسفي فيقول: إنّ شيرين لم تُقتل برصاصة، بل قتلتها الاستباحة ونهج الاحتلال الفاشي وغياب العدالة وعدم تطبيق العقوبات على المجرم.
ويضيف أنّ الرصاصة التي قتلت شيرين سُلمت وستعيد إسرائيل تذخيرها في بندقية لاغتيال قضيتها نهائيًا واغتيال غيرها.