Skip to main content

اغتيال هنية.. ما الانعكاسات على مسار مفاوضات التهدئة في غزة؟

السبت 3 أغسطس 2024
شهدت عواصم عربية وإسلامية مظاهرات غضب حاشدة وصلاة الغائب على روح الشهيد هنية - غيتي

بمشاركة شعبية ورسمية واسعة شُيع في العاصمة القطرية الدوحة جثمان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية إلى مثواه الأخير.

المشاركة الشعبية والرسمية الحاشدة في الدوحة، جرى مثلها كذلك في طهران، حيث وقعت عملية الاغتيال يوم الأربعاء الفائت.

كما شهدت عواصم عربية وإسلامية مظاهرات غضب حاشدة وصلاة الغائب على روح الشهيد هنية ومرافقه وشهداء غزة، وسط تساؤلات عن تأثير عملية الاغتيال على مسار الحرب في غزة وجهود محادثات وقف إطلاق النار.

ورغم عدم تبني تل أبيب الرسمي لعملية الاغتيال، إلا أن العملية جاءت في سياق تصعيد إسرائيلي كبير شمل اغتيال القيادي العسكري الكبير في حزب الله فؤاد شكر.

"تعقيد لجهود الوساطة"

وهذا التصعيد دفع إلى رفع حدة التوتر بالمنطقة كما دفع إلى التساؤل عن مصير المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار.

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر قولها إن خلافات حادة نشبت في جلسة المشاورات الأمنية، التي عقدت مساء الأربعاء الماضي بشأن صفقة التبادل.

كما نقلت عن قادة أجهزة أمنية قولهم، إن نتنياهو لا يريد صفقة تبادل في هذه المرحلة، وقد تخلى عن المختطفين، فيما أعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية أن الوفد المفاوض سيغادر إلى القاهرة يوم الأحد المقبل لبحث صفقة التبادل.

ونقل موقع "أكسيوس" في سياق ذلك، عن مسؤولين قولهم إن "اغتيال إسرائيل لهنية، دون استشارة واشنطن، يجعل من إصرار إدارة بايدن على التوصل إلى وقف لإطلاق النار بلا معنى".

وذكر الموقع أن بايدن اشتكى لنتنياهو من أنهما تحدثا الأسبوع الماضي عن التوصل إلى اتفاق، ولكن بدلًا من ذلك مضى نتنياهو قدمًا في الاغتيال، محذرًا إياه من أنه إن صعّد مرة أخرى فلا ينبغي أن يعتمد على مساندة الولايات المتحدة، رغم أنها ستساعد إسرائيل في صدّ أي هجوم إيراني محتمل.

وذلك يتقاطع مع ما نقلته شبكة "سي بي إس" الأميركية، عن مصادر مطلعة من أن اغتيال هنية قد يعقد جهود الوساطة، بالنظر إلى أنه كان صانع قرار رئيسي في المفاوضات ولعب دورًا فعالًا في تحقيق اختراقات معينة.

"نتنياهو يوسع الحرب"

وضمن هذا الإطار، قال الدكتور جمال زحالقة المحاضر في الجامعة العربية الأميركية في جنين: إن "المواقف المبدئية للأطراف لم تتغير، مشيرًا إلى أن القيادة الفلسطينية وقيادة المقاومة معنية بوقف الحرب. 

وأشار في حديث إلى التلفزيون العربي من كفر قرع، إلى تمسك المقاومة بهذا الموقف، لافتًا إلى أن الكل يشهد على أن حماس وافقت على كل ما يمكن أن توافق عليه، ولم يبق لها أن تقدم تنازلات إضافية.

وأضاف أن الولايات المتحدة تريد كذلك الصفقة، والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية بالكامل تريدها فورًا ومثلها المجتمع الإسرائيلي بغالبيته الساحقة. وأردف: هناك عائق هو حكومة نتنياهو؛ وليس نتنياهو وحده.

ومضى يقول: "نتنياهو ليس فقط يطيل أمد الحرب بل يوسعها ويكثفها، من خلال فتح جبهة مع إيران ويزيد التوتر في الشمال ويقصف في اليمن".

وشدد على أن "هناك جبهة واحدة وهي غزة، وإذا أوقفت إسرائيل الحرب عليها، فإن كل الأطراف الأخرى ستوقف الحرب". 

"اغتيال هنية ضربة لمسار المفاوضات"

بدوره، رأى وسام عفيفة، الكاتب والباحث السياسي، أن إسرائيل كانت تفاوض حماس ممثلة برئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، وبالتالي فإن اغتياله "ضربة بشكل لا لبس فيه ليس فقط للمواجهة العسكرية، ولكن أيضًا لمسار المفاوضات".

وأضاف في حديث للتلفزيون العربي من دير البلح، أن كل التقديرات تشير - حتى داخل إسرائيل - إلى أن نتنياهو بهذه الجريمة يبدو وكأنه وضع ملف صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في أدنى أولوياته، والدليل على ذلك أن المنطقة بعد هذه الضربة لم تعد تتحدث عن مسار تفاوضي.    

وأشار عفيفة، إلى أن "المنطقة دخلت في مرحلة العد التنازلي للردود على الاغتيالات الأخيرة"، لافتًا إلى أن البوصلة كلها متجهة نحو حالة التصعيد والمواجهة، التي إذا ما تدحرجت وامتدت إلى صراع أو حرب شاملة، فذلك يعني أن نتنياهو وجه ضربة لمسار التفاوض.

واعتبر أن نتنياهو ما يزال يناور بإرسال وفد تفاوضي إلى القاهرة بحجة استئناف المفاوضات، قائلًا إن هذا الإجراء يبدو مرتبطًا بتضليل ذوي الأسرى والجمهور الإسرائيلي، وبناء على الضغوط والمطلب الأميركي.

"واشنطن تريد وقف إطلاق النار"

من جانبه، قال الخبير في الشؤون السياسية وعضو الحزب الديمقراطي كالفن دارك، إن "نتنياهو لا يريد تطبيق ما يريده بايدن، حيث يقوم بأمور تتسبّب بتصاعد النزاع".

وقال في حديث للتلفزيون العربي من واشنطن، إن وقف إطلاق النار هو أولوية إدارة بايدن حاليًا، فيما نتنياهو أولويته هي مصالحه السياسية الخاصة. 

واعتبر أن "هذا الأمر مؤسف لإسرائيل وللأسرى وأيضًا للمنطقة بأكملها. 

وأضاف أن نتنياهو يظن أنه حتى لو قام بهذا الأمر بخلاف ما يريده بايدن، وتعرضت إسرائيل لهجمات من إيران أو من حلفائها، فإن الرئيس الأميركي سيضطر إلى الدفاع عنه حتى لو لم يرد هذا. 

المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة