اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الأحد المسجد الأقصى، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، فيما حمّلت وزارة الخارجية الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن قراراتها المتطرفة في القدس.
وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات من جهة باب المغاربة، وأدوا طقوسًا تلمودية ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، فيما قدم حاخاماتهم روايات عن الهيكل المزعوم.
وكانت جماعة ما يسمى بـ "نساء من أجل الهيكل" دعت المستوطِنات للمشاركة في اقتحام المسجد، في ذكرى احتلال شرقي القدس أو ما يطلقون عليه يوم "توحيد القدس"، الذي يحل في 29 من مايو/ أيار الجاري، ضمن سعي جماعات المستوطنين لفرض الطقوس التوراتية العلنية في الأقصى.
كما دعا زعيم منظمة "لاهافا" الاستيطانية بنتزي غوبشتاين المستوطنين إلى الحشد لاقتحام الأقصى في "يوم القدس" نهاية شهر مايو الجاري، باعتباره "يوم البدء بهدم قبة الصخرة".
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى هذه الأثناء pic.twitter.com/WdxcGpHFuB
— AlQastal القسطل (@AlQastalps) May 22, 2022
"محاولات مستميتة لإلغاء الوجود الفلسطيني"
وفي المواقف، أدانت وزارة الخارجية والفلسطينية حملات التحريض المتواصلة والمتصاعدة التي تطلقها الجماعات اليهودية المتطرفة بمن فيهم ما يسمى "اتحاد جماعات المعبد" لحشد أوسع مشاركة في اقتحام الأقصى واستباحة بلدتها القديمة لمناسبة ما يسمى "يوم القدس".
واعتبرت الخارجية في بيان صحفي اليوم الأحد، أن "مسيرة الاعلام" وما يرافقها من حملات تحريضية جزء لا يتجزأ من مشاريع ومخططات الاحتلال الرامية إلى استكمال عمليات تهويد المدينة المقدسة وفرض السيادة الإسرائيلية عليها وتكريس ضمها.
وأشارت إلى أن حاجة إسرائيل لمسيرة الأعلام وهذه الحملة الشرسة من التحريض على العنصرية والكراهية على اقتحام الأقصى دليل قاطع على فشل الاحتلال في فرض سيادته على القدس.
وحمّلت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن قراراتها المتطرفة وأنشطتها الاستعمارية التهويدية، والمحاولات المستميتة لإلغاء الوجود الفلسطيني في القدس.
"ازدواجية معايير دولية"
وحذرت الخارجية من مخاطر وتداعيات الحملات التحريضية المشحونة بالعنف والحقد والكراهية والعنصرية، ومن المحاولات الإسرائيلية الرسمية الرامية إلى جر الصراع إلى مربعات الحرب الدينية لإخفاء الطابع السياسي للصراع.
وأكدت أن الاحتلال يستظل بازدواجية المعايير الدولية وتراخي الموقف الدولي والأميركي تجاه انتهاكاته وجرائمه المتواصلة وخروقه التي لا تنتهي للقانون الدولي، بهدف تعميق وتكريس الاحتلال والاستيطان في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
وشددت الخارجية على أن إفلات إسرائيل باعتبارها قوة احتلال من العقوبات الدولية يُشجعها على التمادي في تنفيذ المزيد من مشاريعها التهويدية للقدس ومقدساتها، لافتة إلى أن صمت المجتمع الدولي على الحملات التحريضية التي تقوم بها الجمعيات الاستيطانية المختلفة ونتائجها التصعيدية للأوضاع يعتبر تواطؤا يُلامس حد المشاركة في الجريمة.
ويتعرض الأقصى يوميًا عدا الجمعة والسبت، لاقتحامات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال على فترتين صباحية ومسائية، في محاولة لتغيير الأمر الواقع بالأقصى، ومحاولة تقسيمه زمانيًّا، بينما تتكثف هذه الاقتحامات خلال فترات الأعياد اليهودية.
وتستغل المنظمات المتطرفة، التي تتبنى فكرة هدم الأقصى وإقامة "الهيكل" فوق أنقاضه، موسم الأعياد والمناسبات للتحريض على تنفيذ المزيد من الاقتحامات للأقصى.