الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

سوق العملات الرقمية.. 188 مليار دولار تتبخر في 3 ساعات

سوق العملات الرقمية.. 188 مليار دولار تتبخر في 3 ساعات

شارك القصة

تراجعت أسعار العملات الرقمية بشكل جماعي بعد أن جدّد البنك المركزي الصيني فرض حظر شامل على معاملات الأصول الرقمية (غيتي)
تراجعت أسعار العملات الرقمية بشكل جماعي بعد أن جدّد البنك المركزي الصيني فرض حظر شامل على معاملات الأصول الرقمية (غيتي)
انخفضت قيمة العملات المشفّرة في العالم بنسبة تقارب 9%، إلى 1.8 تريليون دولار، وخسرت 188 مليار دولار في القيمة السوقية في غضون 3 ساعات من القرار الصيني.

في دليل آخر على التقلّب الشديد في السوق الناشئة، تراجعت أسعار العملات الرقمية بشكل جماعي صباح الجمعة، بعد أن جدّد البنك المركزي الصيني فرض حظر شامل على معاملات الأصول الرقمية.

وإزاء هذا التراجع حذّر بعض الخبراء من أن الإجراء الصيني "العنيف" قد يُشجّع المزيد من الدول على اتخاذ تدابير مماثلة، بينما أشار آخرون إلى أن الأسعار قد تعافت بطريقة أسرع من الفترة التي صدرت فيها مثل هذه الإعلانات في الماضي.

وقال بنك الشعب الصيني في بيان على موقعه الإلكتروني، إن "النشاطات التجارية المرتبطة بالعملات الافتراضية هي نشاطات مالية غير قانونية"، مضيفًا أنها "تهدد بشكل خطير ضمانة أصول الأشخاص".

وأوضح أنه سيتم "التحقيق مع المخالفين بارتكاب تهم جنائية وفقًا للقانون".

تقلّب حاد

ووفقًا لموقع البيانات الخاصة بالعملات المشفرة (CoinMarketCap)، انخفضت قيمة العملات المشفّرة في العالم بنسبة تُقارب 9%، إلى حوالي 1.8 تريليون دولار صباح الجمعة، وخسرت 188 مليار دولار في القيمة السوقية في غضون ثلاث ساعات فقط من القرار الصيني.

وقضى الانخفاض الحاد على جميع المكاسب تقريبًا منذ عمليات بيع الأسهم العالمية الإثنين الماضي، الذي أدى إلى أسوأ انخفاض في سوق العملات المشفّرة منذ أسابيع، بحيث انخفضت العملات الرقمية مثل "بتكوين" و"إيثر" و"سولانا" ما بين 6% و10% لكل منهما صباح الجمعة.

ورغم أنه اعتبر أن إعلان الصين "متّسق للغاية مع خطابها السابق"، حذّر المحلل آدم كريسافولي، مؤسس شركة "Vital Knowledge Media"، المستثمرين من الشراء بالأسعار الحالية، مرجّحًا أن تتّخذ دول أخرى إجراءات مماثلة لقرارات بكين، ولا سيما الهند التي تُعتبر من بين أكبر الاقتصادات التي تعرب عن تردّدها تجاه العملات المشفّرة.

في غضون ذلك، رجّح مدير شركة "غلوبال بلوك" (GlobalBlock) للوساطة في الأصول الرقمية فريدي ويليامز أن "تنهض السوق مجددًا بمجرد أن يهدأ الخوف المؤقت"، كما حدث بعد انخفاض الإثنين الماضي.

وذكّر ويليامز بأن الصين حظرت "البتكوين" عدة مرات في السابق (آخرها في مايو/ أيار)، لكنها لم تمنع المؤسسات، ولا سيما الموجودة في الولايات المتحدة، من تعزيز تبنّي العملة المشفرة بوتيرة هائلة.

بدوره، غرّد مستثمر العملات المشفّرة مايك نوفوغراتز على تويتر، مرجّحًا أن تستمرّ البتكوين أكبر عملة رقمية في العالم، في كفاحها لتتجاوز الـ45 ألف دولار مرة أخرى.

إجراءات تنظيمية

ومنذ أواخر عام 2017، انهارت أسعار العملات المشفرة بنسبة 80%، وتراجعت السوق لسنوات، بسبب موجة من الإجراءات التنظيمية المبكّرة.

في ذلك الوقت، بدأت العديد من البلدان، مثل كوريا الجنوبية، في تضييق الخناق على سوق العرض الأولية، وهي تقنية التمويل الجماعي المزدهرة التي استُخدمت آنذاك لجمع الأموال عن طريق سك عملات رقمية جديدة.

في العام نفسه، أعلنت الصين حظرها الشامل على معاملات العملات المشفرة، قائلة إن المؤسسات المالية مُنعت من تقديم خدمات التداول، أو التسوية، أو التأمين بشكل مباشر أو غير مباشر لشركات العملات الافتراضية؛ وهي الإجراءات التي تمّ التأكيد عليها في إعلان الجمعة.

كما أعاد المسؤولون إصدار اللائحة في مايو، بينما حذّروا من قواعد إضافية جديدة. واتخذت الصين أول إجراء تنظيمي كبير لها تجاه العملات الرقمية عام 2013، عندما حظرت عملة "بتكوين" باعتبارها وسيلة للمعاملات مع الاعتراف بها على أنها خاصية افتراضية.

ازدهار أثناء الجائحة

في ضوء المخاوف من التضخّم واستخدام المؤسسات المتزايد لها، ارتفعت عملة البتكوين وسوق العملات الرقمية الأوسع خلال جائحة كورونا. لكن السوق أنهت ارتفاعها الذي استمرّ لمدة عام في أبريل/ نيسان، عندما كشفت تيسلا- إحدى أكبر المستثمرين من الشركات في بتكوين- أنها باعت جزءًا كبيرًا من مقتنياتها، وأنها لن تشتري المزيد حتى يستهلك تعدين البتكوين طاقة أقل.

ومنذ ذلك الحين، فشلت الأسواق إلى حد كبير في التعافي، وسط الحملة التنظيمية الصينية المكثّفة، حيث لا تزال قيمة العملات الرقمية في العالم أقل بحوالي 30% من ذروتها البالغة 2.6 تريليون دولار تقريبًا في 12 مايو/ أيار.

تابع القراءة
المصادر:
العربي، ترجمات
Close