أرجأت منظمة التجارة العالمية أمس الجمعة، في اللحظة الأخيرة، أول مؤتمر وزاري لها منذ أربع سنوات، بسبب ظهور المتحورة أوميكرون المثيرة للقلق، وهو ما يحبط الآمال بإعادة إطلاق أعمال المنظمة.
وبعد اجتماع طارئ الجمعة، اتفق أعضاء المنظمة البالغ عددهم 164، على تأجيل المؤتمر الوزاري الـ 12 "إلى أجل غير مسمى" في أعقاب انتشار المتحورة الجديدة وظهورها لأول مرة في جنوب إفريقيا، التي دفعت حكومات كثيرة إلى فرض قيود مشددة على السفر، ما سيمنع العديد من الوزراء من التوجه إلى جنيف، وفقًا للمنظمة.
وحظرت سويسرا، مقر منظمة التجارة العالمية، الجمعة، الرحلات الجوية المباشرة من جنوب إفريقيا والمنطقة المحيطة بها، كما فرضت ضرورة إجراء اختبار والحجر الصحي على السفر من دول أخرى من بينها بلجيكا وهونغ كونغ وإسرائيل.
بدورها، قالت المديرة العامة للمنظمة نغوزي أوكونجو-إيويالا: "هذا لا يعني أن المفاوضات يجب أن تتوقف، على العكس من ذلك ".
وتُعد منظمة التجارة العالمية أول منظمة دولية في جنيف، تتحمل تبعات ظهور المتحورة أوميكرون، التي صنفتها منظمة الصحة العالمية على أنها "مقلقة"، قبل ساعات قليلة من تأجيل الاجتماع الوزاري لمنظمة التجارة.
ووفقًا لوكالة الصحة التابعة للاتحاد الأوروبي، فإن المتحورة الجديدة تمثل خطرًا "مرتفعًا إلى مرتفع جدًا"، بالنسبة إلى أوروبا.
"القرار الصحيح"
وعبر "تويتر"، قالت أنابيل غونزاليس، نائبة مديرة منظّمة التجارة، إنّ الاجتماع الوزاري "أرجئ وجميع الأعضاء أيّدوا القرار"، مضيفة: "كان هذا القرار الصحيح".
@wto #MC12 has been postponed. The full membership is behind the decision of the General Council Chair @CastilloDacio and DG @NOIweala. Health, fairness and inclusiveness informed the call. It is the right decision. Work will and must continue. pic.twitter.com/jVyKThJbXb
— Anabel Gonzalez (@_AnabelG) November 26, 2021
وكان مفترضًا أن يُشارك في مؤتمر منظمة التجارة 4 آلاف شخص، من 30 نوفمبر/ تشرين الثاني إلى 3 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وكان هذا المؤتمر الوزاري مقرّرًا عقده في البداية في كازاخستان في يونيو/ حزيران 2020، لكنّه أرجئ بعد ظهور أولى الإصابات بكوفيد-19 نهاية 2019.
وبعد فترة من التراجع النسبي للجائحة خلال الأشهر الأخيرة في أوروبا، قرّرت منظمة التجارة العالمية عقد الاجتماع الوزاري في جنيف.
ووفقًا لمنظمة التجارة العالمية، فقد أبلغت أوكونجو-إيويالا الدبلوماسيين أنّ عقد الاجتماع عبر الإنترنت لم يكُن ليُتيح إجراء "مفاوضات معقّدة حول قضايا حساسة سياسيًا".
واعتبر العديد من المراقبين أنّه من الصعب بالنسبة إلى الأعضاء الـ164 في منظمة التجارة العالمية، أن يكونوا قادرين على إبرام اتفاقيات رئيسية خلال هذا الاجتماع الوزاري الـ 12 للمنظمة، ولا سيما ما يتعلق بالصيد ومسألة حقوق الملكية الفكرية أثناء الجائحة. لكنّ كثيرين ظلوا يأملون أن يسمح هذا الاجتماع على الأقل في إخراج المناقشات من جمودها.