تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونحو 100 مسؤول إفريقي خلال قمة جمعتهم ليومين في إسطنبول، بتعزيز الروابط والتعاون، في ظل تنامي استثمارات تركيا في القارة.
وفي ختام القمة السبت، التزم أردوغان إرسال 15 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا إلى إفريقيا، التي لا تزال تعاني من التأخر في الحصول على التطعيمات، رغم رصد المتحورة أوميكرون لأول مرة في جنوب إفريقيا وبوتسوانا.
وكانت أنقرة قد وظفت استثمارات كبيرة في إفريقيا في العقدين الماضيين برعاية أردوغان لتعزيز وتطوير العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية أيضًا، ولا سيما في مجال الدفاع.
وهذه القمة التي افتتحت الجمعة هي الثالثة من نوعها وتهدف إلى تعزيز الشراكة مع القارة التي زار الرئيس التركي أكثر من ثلاثين دولة فيها.
وكان أردوغان قد جمع رجال أعمال أفارقة في منتدى اقتصادي على ضفاف البوسفور في أكتوبر/ تشرين الأول، نوّه خلاله خاصة بعدم وجود ماض استعماري لتركيا في إفريقيا.
وأعلن أردوغان في خطاب السبت أن تركيا ستسلم 15 مليون جرعة تهدف إلى وقف انتشار وباء كوفيد-19 في القارة التي تعاني من ضعف حملات التطعيم.
وطور باحثون أتراك لقاحهم الخاص "توركوفاك" وتقدموا بطلب للحصول على موافقة طارئة. ووعد الرئيس التركي بتقاسم اللقاحات مع إفريقيا فور صدور الترخيص.
وسجل ارتفاع بنسبة 57% في عدد الإصابات بكوفيد-19 في إفريقيا الأسبوع الماضي. وجنوب إفريقيا هي أكثر دول القارة تضررًا.
نمو لافت لحجم المبادلات
وعبر أردوغان عن رغبته في تعزيز المبادلات مع إفريقيا في عدد كبير من المجالات، بينها الصحة والدفاع والطاقة والزراعة والتكنولوجيا، مؤكدًا أن "الإمكانات الحقيقية بيننا تتجاوز بكثير أهدافنا الحالية".
وكشف الرئيس التركي في ختام القمة أن بلاده ستفتح قريبًا سفارات جديدة في إفريقيا، ليرتفع عددها من 43 حاليًا إلى 49 في 55 بلدًا عضوًا في الاتحاد الإفريقي.
وأوضح أن لأنقرة حاليًا 33 مكتبًا تجاريًا في دول القارة.
وارتفع حجم التجارة بين تركيا وإفريقيا خلال عشرين عامًا من 5,4 مليارات دولار إلى 25,3 مليار دولار عام 2020.
وقال الرئيس التركي: إنه في الأشهر الأحد عشر الأولى من 2021 وحده "وصلت قيمة المبادلات إلى 30 مليار دولار"، موضحًا أنه يتطلع إلى بلوغها 75 مليارًا في المستقبل.
موعد جديد عام 2024
وأبرمت مذكرة تفاهم للفترة من 2022 إلى 2026 وتنص على "تعزيز التعاون" مع إفريقيا في خمسة مجالات رئيسية: التجارة والاستثمار، السلام والأمن والحوكمة، التعليم، الشباب وتنمية المرأة، البنية التحتية والتنمية الزراعية، وتعزيز النظم الصحية القادرة على الصمود.
وفيما يتعلق بالدفاع، تمتلك تركيا قاعدة عسكرية في الصومال وتعمل على تعزيز مبيعاتها من الطائرات المسيّرة من طراز "تي بي2" الذي تصنّعه شركة "بيرقدار" التي يرأسها أحد أصهار الرئيس. وهذا الطراز هو الأكثر طلبًا بعد أن تم الترويج لنجاحاته في السنوات الأخيرة في ليبيا وأذربيجان.
وتسلم المغرب وتونس أول طائرات مقاتلة تركية مسيّرة في سبتمبر/ أيلول، وأعربت أنغولا مؤخرًا عن اهتمامها بها خلال زيارة أردوغان للمنطقة في أكتوبر/ تشرين الأول.
كما أبرمت تركيا اتفاقية تعاون عسكري في أغسطس/ آب مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الذي يخوض حربًا ضد متمردي جبهة تحرير شعب تيغراي. وتحدث الرئيس التركي مع أحمد على انفراد الجمعة.
كما التقى رجب طيب أردوغان نظيره النيجيري محمد بخاري على انفراد.
وتعقد القمة التركية الإفريقية المقبلة عام 2024 في دولة إفريقية لم تحدد بعد، وذكر وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أن 16 رئيس دولة و102 وزير إفريقي شاركوا في القمة.