كشفت دراسة جديدة عن 42 جينًا إضافيًا مرتبطًا بتطوّر مرض ألزهايمر، الذي يُعتبر أحد أكثر أنواع الخرف شيوعًا، ويؤدي إلى ضمور الدماغ وموت خلاياه.
ونشرت مجلة "نايتشر جينيتكس" الطبية أكبر دراسة للمخاطر الجينية للمرض حتى الآن، حدّدت 75 جينًا مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر، بما في ذلك 42 جينًا جديدًا لم يكن مكتشفًا من قبل في هذه الحالة.
ووجدت الدراسة أن عددًا من الجينات المكتشفة حديثًا تتركز على التفاعلات بين البروتينات في الجسم التي تتحكم في كيفية قيام الالتهاب والجهاز المناعي بإتلاف خلايا الدماغ.
وبالإضافة إلى تأكيد النتائج السابقة التي تشير إلى تورّط البروتينات "أميلويد بيتا" و"تاو"، التي تتراكم في الخلايا العصبية وحولها مع تقدم مرض ألزهايمر، تقدم الدراسة أدلة دامغة حول دعم دور الالتهاب والجهاز المناعي بإتلاف خلايا الدماغ.
وحلّلت الدراسة التي أُجريت في 15 دولة، جينات 111326 مصابًا بداء الزهايمر، وقارنتها مع جينات 677663 شخصًا غير مصاب.
نتائج الدراسة
وأظهرت الدراسة، لأول مرة، أن عدد من الجينات يرتبط بمنظم مناعي يسمى "LUBAC" يحتاجه الجسم لتنشيط الجينات ومنع موت الخلايا.
بحلول عام 2050.. توقعات بارتفاع كبير في حالات الإصابة بـ "ألزهايمر"https://t.co/p4qYhv1U99
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 8, 2021
ووجدت الدراسة أيضًا أن بعض الجينات المكتشفة قد تؤدي إلى خلل وظيفي في الخلايا الدبقية الصغيرة، الخلايا المناعية في الدماغ المسؤولة عن إزالة الخلايا العصبية التالفة، ما يلعب دورًا رئيسًا في تدهور صحة الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر.
كما حدّدت الدراسة مسار إشارات بيولوجية يتضمّن بروتين "TNF-alpha"، وهو بروتين له دور مهم في تنظيم الالتهاب والجهاز المناعي، له علاقة بمرض الزهايمر.
وعلى الرغم من أن الدور الحقيقي للبروتين هو تحفيز دفاعات الجسم للقتال، إلا أنه أيضًا مسبب للعديد من أمراض المناعة الذاتية التي ينقلب فيها الجسم على نفسه، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والصدفي، ومرض كرون، ومرض السكري من النوع الأول.
وقالت المؤلفة المشاركة في الدراسة جولي ويليامز، وهي مديرة معهد أبحاث الخرف بجامعة كارديف: "هذه دراسة تاريخية في مجال أبحاث مرض الزهايمر وهي تتويج لعمل استمرّ لمدة 30 عامًا".
وأضافت أن "نمط الحياة مثل التدخين والتمارين الرياضية والنظام الغذائي يؤثر على تطور مرض ألزهايمر، والعمل على معالجتها الآن، طريقة إيجابية لتقليل المخاطر بأنفسنا".
ومع ذلك، أشارت إلى أن "60 إلى 80% من مخاطر المرض تعتمد على جيناتنا، وبالتالي علينا مواصلة البحث عن الأسباب البيولوجية، وتطوير العلاجات التي تشتدّ الحاجة إليها لملايين الأشخاص المصابين في جميع أنحاء العالم".
وأوضحت ويليامز: "النتائج تدعم معرفتنا المتزايدة بأن مرض الزهايمر هو حالة معقدة للغاية، مع وجود العديد من المحفّزات والمسارات البيولوجية وأنواع الخلايا التي تشارك في تطورها. ونحن نكشف عن المزيد من هذه الأسباب عامًا بعد عام، وهذا يوفر أيضًا فرصًا أكبر يمكن من خلالها تطوير العلاجات".