الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

"الأبشع في العصر الحديث".. مجزرة حماة "شاهدة" على "إجرام" نظام الأسد

"الأبشع في العصر الحديث".. مجزرة حماة "شاهدة" على "إجرام" نظام الأسد

شارك القصة

لا يزال "جزّارو حماة" طلقاء دون محاسبة إلى يومنا هذا، في حين ما زال الناجون يستذكرون ويلات وفظائع ما ارتكبه النظام بحقهم وبحق عائلاتهم.

سنوات مرّت على مجزرة حماة التي نفذها النظام السوري في ثمانينيات القرن الماضي ضد مدينة بأكملها، إلا أنّ العدالة ما زالت غائبة.

فبعد كل هذه السنوات، لا يزال "جزّارو حماة" طلقاء دون محاسبة إلى يومنا هذا، في حين ما زال الناجون يستذكرون ويلات وفظائع ما ارتكبه النظام بحقهم وبحق عائلاتهم.

وقد بدأ بطش النظام ضدّ مدينة حماة منذ استيلاء الرئيس السابق والأمين العام لحزب البعث حافظ الأسد على السلطة، وفق ما يوثّقون في شهادات للتاريخ، حصريًا عبر "العربي".

الحملة على حماة بسطور

في 2 فبراير/ شباط 1982، شُنّت حملة عسكرية شاملة بقيادة رفعت الأسد على مدينة حماة، بدأت بحصار للمدينة استمر 27 يومًا وسط تعتيم إعلامي شامل.

خلال الحصار، قُصفت المدينة بالمدفعية والدبابات والطيران وارتُكبت فيها مجازر مروّعة. وقدرت المنظمات الحقوقية أعداد الضحايا بحوالي 40 ألفًا ووصفتها بأبشع مجازر العصر الحديث.

يذكر أنّه في عام 2014 رفعت منظمة سويسرية قضية ضد رفعت الأسد بتهمة ارتكاب جرائم حرب في حماة.

حراك سوري واسع في أواخر السبعينيات

يتحدّث الشهود والناجون من مجزرة حماة عن تلك المرحلة من تاريخ سوريا، وتحديدًا حماة، بالتفاصيل، مستذكرين كيف بدأت القصّة قبل عام 1982، وتحديدًا في أواخر السبعينيات.

في تلك الفترة، كان هناك حراك مدني سوري واسع احتجاجًا على النظام، وفق ما يوثّق المحامي والناشط الحقوقي أنور البني، الذي يلفت إلى أنّ هذا الاحتجاج بدأ عمليًا بعد دخول الجيش السوري إلى لبنان وضرب المقاومة الوطنية.

من جهته، يتحدّث الشاهد على مجزرة حماة خلدون الملقي عن "قمع وحشي" تعرّضت له حماة آنذاك، لافتًا إلى أنّ عمليات حظر التجول في المدينة بدأت منذ مارس/ آذار 1980، ثم في أبريل/ نيسان من العام نفسه. ويشير إلى أنّ حماة كانت "مطوّقة بالكامل من قوات الأمن والنظام وكنا نقضي ساعات طويلة على الحواجز الأمنية".

أما الشاهدة على المجزرة جمانة محمد فتلفت بدورها إلى أنّ هاجس الناس كان في تلك الفترة مركّزًا على الاعتقالات والتعذيب الذي كان يتعرّض له الأهالي.

كيف حوصرت حماة وقُطِعت أخبارها؟

فجر الثاني من فبراير 1982، استيقظ أهالي مدينة حماة على أصوات قصف جيش النظام السوري للمساجد والبيوت والأحياء الشعبية ليدركوا بعدها أنّ مدينتهم التاريخية باتت محاصرة من قبل قوات سرايا الدفاع، الخاضعة لقيادة العقيد رفعت الأسد، شقيق الرئيس آنذاك.

حوصرت المدينة وقُطِعت أخبارها بذريعة القضاء على الطليعة المقاتلة الجناح العسكري لجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما يؤكد الشهود أنّه لم يكن سوى "ذريعة". وتستذكر الشاهدة جمانة محمد في هذا السياق "أصوات الانفجارات" التي استيقظت عليها في ذلك الصباح، وكيف بقيت وعائلتها محتجزة في المنزل لأسبوع كامل، حيث لم يجرؤ أحد على الخروج.

وما إن انتهى القصف حتى اجتاح المشاة والدبابات المدينة وبدأوا بتمشيط الأحياء السكنية لتنفيذ حملة اعتقالات جماعية استهدفت المدنيين السلميين.

مجزرة أغرقت حماة بحمامات الدماء

وقد وصلت أهوال مجزرة حماة التي أرعبت المدينة وأغرقتها بحمامات الدماء، إلى حد المساس بالأطفال والنساء، حيث انتُهِكت حرمات البيوت ونُفّذت جرائم ضد الإنسانية بأصحابها.

ويروي الشهود في هذا الإطار بعض القصص المؤلمة، من بينها ما يرتبط بطريقة تعامل النظام مع النساء في أحداث 1982. وتمّ تداول عشرات القصص حول اغتصاب النساء وتعذيبهنّ والاستيلاء على كل مصاغ بأيديهنّ، وفق الشهود.

نظام الأسد حاول ترويض الشعب

في النتيجة، 40 ألف مدني قُتِلوا بحسب تقديرات اللجنة السورية لحقوق الإنسان وفُقِد 15 ألفًا وهُجّر الآلاف من أهالي المدينة، بينما حرص النظام على طمس معالم جرائمه في حماة، وسلّط وسائل إعلامه لفرض تعتيم إعلامي.

كُتِمت مجزرة حماة ولم يُسمع عنها سوى همسا، ووضع نظام الأسد يده على سوريا لسنوات بالحديد والنار، محاولًا ترويض الشعب بأسره.

استمرّ ذلك إلى عام 2011، عندما اندلعت الثورة السورية تزامنًا مع ثورات الربيع العربي، حيث شهدت ساحة العاصي بحماة مظاهرات واسعة صدحت بأصوات الحرية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close