دفع الإقبال الشعبي المتزايد في تركيا على تعلم اللغة العربية في السنوات الأخيرة، الجامعات والمعاهد الخاصة إلى التوسع في تدريسها في مناهجها، بهدف مسايرة متطلبات التلاميذ والطلبة.
وإذ غابت الحروف العربية بعد انتهاء حكم العثمانيين، ما زالت الحاجة إلى تعلم تلك اللغة قائمة في تركيا.
اهتمام أكبر باللغة العربية
ويفتش الطلاب في جامعة مرمرة عن الأبجدية لفهم أصول الدين، حيث يتوجب على الآلاف من خريجي الشريعة اجتياز سنة دراسية في تعلم العربية.
ويقول الطالب الجامعي إسماعيل تازا في حديث إلى "العربي": "أحب اللغة العربية وأريد أن أفهم القرآن الكريم والحديث الشريف للتمكن لاحقًا من التحدث حول الشريعة".
ومع مرور عقدين من وصول حزب ذي جذور إسلامية إلى السلطة واللغة العربية تأخذ مساحة أكبر من اهتمام الأتراك، حيث توسعت الجامعات في تدريسها وتأسست المعاهد الخاصة لهذه الغاية.
ويؤكد رئيس قسم اللغة العربية في جامعة مرمرة خليل إبراهيم كشر في حديث إلى "العربي"، وجود نحو 500 طالب في العام الواحد، حيث يخضعون لدراسة اللغة العربية في السنة الأولى المخصصة لهذه اللغة فقط.
تعلم "لغة الضاد"
ولا ينظر الأتراك إلى اللغة العربية تحديدًا على أنّها لغة أجنبية مستهجنة، وهم يدركون جيدًا أنّ كثيرًا من مفردات لغتهم مشتقة من العربية.
ولا تختزل اللغة العربية في تركيا بين ساحة الجامعة وباحة الجامع، فللسياسة أحكام وللجغرافيا ضرورات، حتى أن "نكسات أهل الضاد أحيت في تركيا لغة الضاد".
وحتم وجود الجيران العرب، الذين هجروا ديارهم قسرًا في سنوات الخراب وقد اجتاز بعضهم الحدود عزلًا من كل شيء إلا من لغتهم، على بعض الأتراك معرفة لغة الضاد لمجاراة الضيوف.
وفتحت أسواق مختصة في السياحة والتجارة والأعمال للناطقين بالعربية، حيث توجد الأسواق التي تعكس اللغة من دون أن تتلفظ بكلمة واحدة.