اكتشف فريق علماء أردني فرنسي موقعًا أثريًا يعود إلى سبعة آلاف عام قبل الميلاد، مرتبطًا بصيد الغزلان وبممارسة طقوس دينية ويعود إلى العصر الحجري الحديث، في منطقة نائية في البادية جنوبي شرق المملكة.
وأعلن وزير السياحة والآثار نايف حميدي الفايز أمس الثلاثاء، أن "المنشأة فريدة من نوعها في العالم ومرتبطة بممارسة طقوس دينية".
وأشار البيان الرسمي حول الاكتشاف الذي نقلته وكالة الأنباء الرسمية "بترا"، إلى أن المنشأة تحتوي على "أقدم مجسم معماري بالعالم"، ومصائد حجرية تعود إلى سبعة آلاف عام قبل الميلاد، بالإضافة إلى حجرين عليهما شكل بشري بحجم الإنسان الطبيعي تقريبًا.
اكتشاف موقع أثري مهم في منطقة الجفر/ بادية جنوب الأردن، يعود إلى فترة العصر الحجري الحديث حوالي 9 آلاف سنة، يحوي تماثيل بشرية وحيوانية ومستحاثات بحرية pic.twitter.com/LUTNtLMu3a
— د.أنور الحويطي (@AnwarAljazy) February 22, 2022
وعام 2012، بدأت المهمة العلمية التي أدت إلى هذا الاكتشاف، بمبادرة من المعهد الفرنسي للشرق الأدنى في عمّان وجامعة الحسين بن طلال وبتمويل فرنسي أردني مشترك.
ويهدف المشروع إلى دراسة التطور المجتمعي في العصر الحجري ولا سيما بالنسبة إلى تنقل الشعوب في الصحراء.
ومنذ عام 2013، حصلت اكتشافات عدة ضمن المشروع، بينها مصائد حجرية للصيد الجماعي التي تتكوّن من جدران غير مرتفعة، من حجارة مرصوفة تمتد لعدة كيلومترات بشكل مدخل متسع من جهة، ينتهي بمواقع ضيقة مستديرة كانت تُجمع فيها الحيوانات الواقعة في المصيدة.
وقال البيان إن الاكتشاف يؤكد "ثقافة مجتمع الصيادين خلال العصر الحجري الحديث الذين مارسوا الصيد الجماعي للغزلان باستخدام المصائد الحجرية الضخمة"، مشيرًا إلى وجود "مخيمات" قرب المصائد الحجرية.
"شهادة لا تقدر بثمن"
ومساء أمس الثلاثاء، أقيم احتفال رسمي احتفاء بالاكتشاف الذي يضم أيضًا 250 قطعة أثرية متحجرة معظمها من أصول بحرية، ودمى وأدوات صوانية ومواقد مرتبطة بممارسة طقوس دينية.
وقالت سفيرة فرنسا لدى الأردن فيرونيك فولاند، خلال الاحتفال إن: الاكتشاف "يقدم لنا شهادة لا تقدر بثمن عن تاريخ الحياة في الشرق الأوسط وتقاليدها وطقوسها"، مشيرة إلى دعم بلادها "حوالي 10 بعثات أثرية فرنسية في الأردن".
وقال الفايز خلال الاحتفال: "نتطلع مع ظهور الاكتشافات الأثرية الجديدة إلى انتعاش مستدام لقطاع السياحة".
وتأثر قطاع السياحة في الأردن بسبب تفشي وباء كورونا، حيث كان يزور البلاد سنويًا قبل الجائحة، أكثر من 5 ملايين سائح.
ويضم الأردن مواقع أثرية عديدة شاهدة على الأزمنة والحضارات من العصور الحجري والبرونزي والحديدي والبابليين والفرس واليونان والرومان.
وفي أغسطس/ آب الماضي، أعلن الأردن اكتشاف المزيد من المواقع الأثرية في محيط كهف النبي لوط في الأغوار جنوبي البلاد.