الخميس 21 نوفمبر / November 2024

الأردن.. هل يدفع المعتقلون ثمن الخلافات داخل الأسرة الحاكمة؟

الأردن.. هل يدفع المعتقلون ثمن الخلافات داخل الأسرة الحاكمة؟

شارك القصة

حلل ضيوف برنامج "للخبر بقية" على العربي" في الرواية الرسمية للحكومة الأردنية وتحدثوا عن ثغرات قانونية فيها.

أماط نائب رئيس الوزراء الأردني أيمن الصفدي، اليوم الأحد، اللثام عن تفاصيل إحباط مخطط لتهديد استقرار البلاد، من قبل الأمير حمزة بمشاركة الشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله وأشخاص آخرين "وبالتعاون مع جهات خارجية".

ووفقًا للرواية الرسمية، اختلفت التوصيفات للمخطّط بين محاولة لزرع الفتنة، سعي لزعزعة الاستقرار، التواصل مع جهات خارجية، لكن الخارج بأغلبه أعلن التضامن مع اجراءات الملك الأردني.

المجالي: لا يُمكن إقحام الأردنيين في خلافات الأسرة الحاكمة

وشرح الكاتب والباحث السياسي خالد المجالي لـ"العربي" أن الروايات المتعلّقة بطريقة الاعتقال تتحدّث عن أنها لم تجر في سياقها القانوني والدستوري الصحيح من حيث الحصول على قرار رسمي من المدعي العام للاعتقال أو تفتيش المنزل، وما إلى ذلك. 

وأوضح المجالي، وهو من المطلعين على الاعتقالات نظرًا لقربه من أحد المعتقلين (ياسر المجالي مدير مكتب الأمير حمزة)، أنه لدى الاعتقال، قامت قوة عسكرية مسلّحة بدخول المنزل بكامل عدّتها وأسلحتها، وجرى الاعتقال بطريقة مرفوضة لا تُراعي الحقوق الإنسانية، وسبّبت الرعب في نفوس الأطفال وأفراد العائلة.

وتابع المجالي أن المعتقلين "ليسوا إرهابيين أو هاربين من وجه العدالة"، وأن ما حصل هو "سابقة في الأردن، وإهانة للمعتقل وعائلته". 

واعتبر أنه لا يُمكن "إقحام الأشخاص في الخلافات داخل الأسرة الحاكمة، أو نتيجة تحفّظات على تصرّفات الأمير حمزة"، متحدثًا عن "تخبّط داخل الحكومة حول شرح ملابسات الواقعة".

وأضاف المجالي أن الأمير حمزة "بتواصله مع العشائر من باب التقليد الذي ساد في عهد جده ووالده"، مرجحًا أن هذا ما ولّد "حساسية عائلية لناحية طغيان شعبية الأمير حمزة على الساحة السياسية في الأردن".

البراري: هناك غيرة "ملكية" من شعبية الأمير حمزة

من جهته، رأى حسن البراري، استاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر لـ"العربي"، أن الرواية الرسمية تعاني من ثغرات، وهي بمثابة "تصعيد". 

وشرح البراري أن لغة الرواية الرسمية تحمل الكثير من "التنمّر" على الأمير حمزة، وتربطه بباسم عوض الله، وهو شخصية "مكروهة" في الأردن، ويعمل لدى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. 

واعتبر البراري أن القضية تحمل سياقًا "أوسع للقضية"، نظرًا لطريقة نزع ولاية العهد من الأمير حمزة وما رافقها من محاولة "تهميش" للأمير، تزامنًا مع "غيرة ملكية" من شعبية الأمير حمزة وقدرته على "التواصل الجيد" مع الأردنيين، الذين يرون في الأمير حمزة امتدادًا للملك حسين.

وأضاف أن هذه "النوستالجيا" التي يتمتّع بها الأمير حمزة، "تثير قلق القصر الملكي خاصّة بعد أن فقد الأخير البوصلة استراتيجيًا، إذ أن تحالفاته الإقليمية، وسياساته الداخلية غير صحيحة، مع غياب الأفق السياسي والاقتصادي". 

واعتبر أن الرواية الرسمية "لم تجب عن سؤالين أساسين: ما هو شكل التحرّك؟، ومن هم المتورّطون والجهات الخارجية، ولماذا لم تسمِ الحكومة الأشخاص والجهات بالأسماء؟".

واعتبر أن كل ما يحصل هو "خلاف داخل الأسرة، ولا علاقة له بالشعب الأردني".

وأكد البراري أن الأمير حمزة "لا يُشكّل خطرًا على النظام، ولكنّه يبدي ملاحظات على السياسة العامّة التي أفقدت الأردن مناعتها وقوتها، هو أمر مرفوض بالنسبة للنظام، لذلك كانت الغربة بالقضاء عليه سياسيًا".

المعايطة: الحديث عن "انقلاب" غير دقيق

أما وزير الإعلام الأردني السابق سميح المعايطة فيشرح  لـ"العربي" أن الحديث عن "انقلاب" غير دقيق، نظرًا لأن الانقلابات تقوم بها جيوش أو ميليشيات أو قوى عسكرية تتبع لقوى سياسية، مضيفًا أن التحليلات الإعلامية هي التي وصّفت الحادثة على أنها "انقلاب".

ويضيف المعايطة أن الرواية الرسمية تحدّثت عن تحرّكات من دون تقديم تفاصيل وافية حول هذه التحرّكات، معتبرًا أنه على الحكومة تقديم تفاصيل أكثر خلال الأيام المقبلة.

وشرح أن "المعلومات غير متوفرة، والتحقيقات لم تكتمل، وبالتالي لا يُمكن تحديد الجهات أو الأشخاص التي تقف خلف هذه التحرّكات"، لكنّه أكد أن الأمير حمزة "لا يُشكّل خطرًا على النظام". 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close