توالت ردود الفعل المنددة بممارسات الاحتلال الإسرائيلي بالمسجد الأقصى في القدس المحتلة، والتي تمثلت باقتحام المسجد والاعتداء على الفلسطينيين والقيام بأعمال استفزازية.
وأفاد مراسل "العربي" في وقت سابق اليوم الأحد، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتدت على المرابطين في المسجد الأقصى، واعتقلت عددًا منهم، تزامنًا مع اقتحام المستوطنين المتطرفين باحات الأقصى.
ومنذ ساعات الصباح الباكر، تسود حالة من التوتر الشديد باحات المسجد الأقصى، إثر اقتحامه من شرطة الاحتلال بأعداد كبيرة، ومحاصرة المصلى القبلي، لتأمين اقتحامات المتطرفين.
وفي وقت سابق الأحد، أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن 1044 مستوطنًا اقتحموا باحات الأقصى، خلال فترة الاقتحامات الصباحية التي امتدت لنحو 4 ساعات.
"لا يمكننا القبول بتدنيس المقدسات"
وعلى صعيد ردود الفعل الرسمية، اعتبرت الرئاسة الفلسطينية أن "إسرائيل تلعب بالنار بلا مسؤولية وبتهور شديد من خلال السماح للمستوطنين بتدنيس المقدسات في القدس المحتلة وتصعيد عمليات القتل".
وفي حديث لإذاعة "صوت فلسطين" (رسمية)، قال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة: إن إسرائيل تستهتر بالمجتمع الدولي، ولا تحترم قرارات الشرعية الدولية، وتعتبر نفسها فوق القانون، مطالبًا المجتمع الدولي ولا سيما الإدارة الأميركية بتحمل مسؤولياتها، تجاه ما يجري وعدم التعامل بازدواجية مع الأمر.
وأوضح أن إجراءات الاحتلال في القدس المحتلة تتناقض مع قرارات مجلس الأمن الذي يعتبر القدس ضمن الأراضي المحتلة عام 67، مؤكدًا أن إسرائيل أصبحت دولة معزولة في العالم جراء جرائمها، وعدم التزامها بالقرارات الدولية.
وشدد أبو ردينة على أن طريق الأمن والسلام في المنطقة يمر من خلال تلبية حقوق شعبنا، مؤكدًا أن المقدسات الإسلامية والمسيحية خط أحمر، لا يمكن أبدا القبول بتدنيسها.
قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل عددا من المقدسيين وتغلق أبواب #المسجد_الأقصى بسلاسل حديدية #فلسطين #القدس pic.twitter.com/qIY3BwC0tg
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 29, 2022
الخارجية الفلسطينية تدين بشدة اقتحام الأقصى
بدورها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية "بشدة إقدام المقتحمين على أداء صلوات تلمودية أثناء سيرهم في باحات الأقصى، على سمع وبصر القوات الإسرائيلية التي تحميهم دون أن تحرك ساكنًا".
واتهمت الخارجية في بيان اليوم الأحد، السلطات الإسرائيلية "بالتورط في هذه الاقتحامات والصلوات والسماح بها كتغيير حاسم في الوضع القائم في المسجد الأقصى، وبما يكذب ادعاءات المستوى السياسي الإسرائيلي بشأن حرصه على الوضع القائم وعدم تغييره".
وحملت الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الاقتحامات والصلوات التلمودية، ونتائجها على ساحة الصراع، وتداعياتها على المنطقة برمتها".
وطالبت الخارجية، المجتمع الدولي والإدارة الأميركية بـ"الخروج عن صمتهم، وتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه القدس ومقدساتها".
وأشارت إلى أنها تواصل حراكا سياسيًا ودبلوماسيًا، وعلى المسار القانوني الدولي بشأن الاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى وأداء الصلوات التلمودية في باحاته، بما في ذلك مجلس الأمن، ومجلس حقوق الإنسان، ومنظمة "اليونسكو".
خطيب الأقصى يطالب بتحرك دولي وفعال
في غضون ذلك، شدّد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، في حديث إلى "العربي"، على ضرورة أن "تتحرك الدول والحكومات لردع الاحتلال الإسرائيلي من خلال حراك فعال ومؤثر.
وطالب الدول العربية بتحمل المسؤولية، لأن القدس ليست للفلسطينيين بل هي لجميع العرب والمسلمين في العالم، حسب قوله.
الأردن يحذر من تفاقم الأوضاع
من ناحيتها، أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية السماح لمستوطنين إسرائيليين باقتحام المسجد الأقصى اليوم الأحد، محذرة من تفاقم الأوضاع في ضوء السماح بما وصفتها بمسيرة "استفزازية وتصعيدية" في القدس.
وأكد الناطق الرسمي باسمها هيثم أبو الفول أن الاقتحامات "تعد انتهاكًا للوضع التاريخي والقانوني القائم، وللقانون الدولي".
وأضاف أن "المسجد الأقصى بكامل مساحته، هو مكان عبادة خالص للمسلمين"، مشددًا على أن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى الأردنية هي الجهة القانونية المخولة بإدارة شؤون الحرم وتنظيم الدخول إليه.
وطالب أبو الفول إسرائيل بالكف عن "الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى واحترام حرمته".
هتافات بـ"هدم الأقصى والموت للعرب".. تفاصيل اقتحام الاحتلال لـ #المسجد_الأقصى مع مراسلنا👇#فلسطين #القدس pic.twitter.com/utYJdr63H6
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 29, 2022
وتأتي اقتحامات المستوطنين، قبل ساعات من تنظيم المستوطنين، مساء الأحد، لمسيرة "الأعلام"، السنوية، احتفالًا باحتلال الشق الشرقي من القدس، والتي من المقرر أن تمر من باب العامود والبلدة القديمة، وتنتهي بحائط البراق الملاصق للمسجد الأقصى.
وكانت الفصائل الفلسطينية حذّرت من "اقتحام المسجد الأقصى" من جانب المشاركين في المسيرة، وأعلنت "الاستنفار العام" ودعت الفلسطينيين إلى الاحتشاد في باحات الأقصى.
وينظّم المستوطنون "مسيرة الأعلام" بالقدس المحتلة سنويًا في يوم الأحد 29 مايو/ أيار الجاري، وهي ذكرى ضم إسرائيل للجزء الشرقي من المدينة، بعد احتلاله في حرب يونيو/ حزيران 1967.
وتحمل المسيرة هذا الاسم، نظرًا للعدد الكبير من الأعلام الإسرائيلية التي يحملها المشاركون فيها.
وستمر المسيرة من باب العامود، أحد أبواب البلدة القديمة، وتمر في أزقة البلدة ويتخللها التلويح بأعلام إسرائيلية وترديد شعارات بينها "الموت للعرب".
وكانت شرطة الاحتلال قد أعلنت أنها قررت نشر الآلاف من عناصرها في القدس، لتأمين المسيرة، فيما حذرت الفصائل الفلسطينية إسرائيل من "ارتكاب أية حماقة بالسماح باقتحام المسجد الأقصى عبر السماح بتنظيم مسيرة الأعلام الإرهابية".