ترحّل الأزمات في لبنان عامًا بعد عام في ظل انعدام الحلول. ومع اقتراب العام الجديد، يستعد اللبنانيون لوداع عام 2022 في ظل اشتداد الأزمة الاقتصادية عليهم وعلى عائلاتهم.
وفي موسم الأعياد، بات اقتناء شجرة الميلاد ترفًا بعدما كان أمرًا مألوفًا، وذلك بسبب التضخم الحاصل في البلاد منذ عام 2019.
ويكلف متوسط شراء الشجرة مع زينتها 280 دولارًا، أي ما يوازي - باحتساب سعر صرف الدولار مقابل العملة الوطنية عند إعداد هذا النص - 11500000 ليرة لبنانية.
وكانت دراسة أعدتها "الدولية للمعلومات" قد خلصت إلى أن 23 مليون ليرة شهرية هو الحد الأدنى الذي تحتاجه أسرة لبنانية مؤلفة من 4 أفراد كي تستطيع العيش.
ودفعت الأوضاع الاقتصادية المتفاقمة بعدد من اللبنانيين هذا العام إلى اقتحام المصارف من أجل الحصول على ودائعهم المحتجزة.
ويأمل اللبنانيون أن تتحسّن أحوالهم العام المقبل، في بلد لطالما حاول صناعة الفرح مرات ومرات.
"وضع تعيس جدًا"
يشير أستاذ الاقتصاد في الجامعة اللبنانية جاسم عجاقة، إلى أن الوضع "تعيس جدًا" في لبنان، ولم يعد يحتمل.
ويقول في حديثه إلى "العربي" من بيروت، "قد نصل في الأشهر المقبلة إلى مفاجأة كبيرة على المستوى الاجتماعي إذا استمر الوضع بالتردي".
ويذكر بأن في لبنان طبقة دخلها الأساسي بالليرة اللبنانية، وقد لا يتجاوز في الشهر الكامل المئة دولار.
وفيما تخطى سعر صرف الدولار الـ44 ألف ليرة لبنانية، يوضح عجاقة أنه في مبدأ علم الاقتصاد هناك استحالة لمعرفة تقلبات سعر العملة.
لكنه يردف بأنه "أقله يمكن القول إن التوجه هو نحو ارتفاع الدولار في السوق السوداء إلى مستويات قد تكون أعلى من ذلك بكثير".
ويلفت إلى أن "الأمر يتوقف على 3 نقاط؛ أن يقوم مصرف لبنان بتجفيف الليرة من السوق اللبنانية، وأن تطلب وزارة المال من التجار دفع الضرائب بالكاش وبالليرة اللبنانية، وأن تقوم وزارة الداخلية بالطلب من الأجهزة الأمنية بملاحقة المضاربين على الليرة".
ويرى أن هذه الخطوات الثلاث قد توقف المسلسل الدرامي، الذي لن تكون له نهاية.