أعلنت منظمات أممية، الجمعة، أن 90% من اللاجئين السوريين في لبنان يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية للتمكن من البقاء على قيد الحياة في ظلّ أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ عقود.
ودعا بيان مشترك صادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، إلى مواصلة تقديم الدعم والحماية إلى الأُسر الأكثر احتياجًا في لبنان.
ما هي جوانب الضعف؟
وقال البيان، إن "النتائج الأولية لتقييم جوانب الضعف لدى اللاجئين السوريين في لبنان لعام 2022، تظهر تدهورًا حادًا ومستمرًا في ظروف معيشتهم. حتى الاحتياجات الأساسية أصبحت بعيدة المنال بالنسبة إلى معظم هؤلاء".
وأضاف البيان، أن 90 في المائة من اللاجئين السوريين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية للتمكن من البقاء على قيد الحياة.
وبحسب ممثل برنامج الأغذية العالمي ومديره في لبنان، عبد الله الوردات، فإن "مستويات الأمن الغذائي بين اللاجئين في لبنان مقلقة للغاية".
وأضاف الوردات، وفق البيان ذاته، أنه "بفضل الدعم السخي الذي تقدّمه الجهات المانحة، يتمكن برنامج الأغذية العالمي من دعم شخص من أصل كل ثلاثة أشخاص في البلاد".
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان نحو 1.5 مليون بحسب تقديرات رسمية، ويعاني معظمهم أوضاعًا معيشية صعبة، خاصة مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلد العربي.
ويمر لبنان بأزمة اقتصادية خانقة منذ عام 2019، ألقت بنحو 90% من السكان في براثن الفقر.
وقبل أيام ذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان أن غالبية السكان في لبنان عاجزون عن تأمين حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية، وسط أزمة اقتصادية متفاقمة.
وأضافت "هيومن رايتس ووتش"، في تقرير، أن ملايين السكان دُفعوا إلى براثن الفقر، واضطروا إلى تقليص كميات طعامهم، مشيرة إلى أن الحكومة لم تتخذ التدابير الكافية بعد ثلاث سنوات من الأزمة الاقتصادية في لبنان.
"تقليص وجباتهم الغذائية"
أما ممثل مكتب المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين في لبنان، أياكي إيتو، فقد ذكر أنه "على الرغم من ارتفاع أسعار المواد والخدمات الأساسية بنسبة تزيد عن 700% منذ يونيو/ حزيران 2020، لا تزال العائلات في لبنان تكسب أقل بينما تضطر لدفع المزيد من المال مقابل السلع الأساسية".
وكشف تقييم جوانب الضعف لدى اللاجئين السوريين في لبنان للعام الجاري، أنهم "يعمدون إلى تقليص وجباتهم الغذائية".
وذكر التقييم، الذي أورده البيان، أن الديون تراكمت على غالبية عائلات اللاجئين نظرًا إلى أن معظمهم يقترضون المال لشراء الطعام، مشيرًا إلى أن حوالي 87% من الأُسر صنّفت الطعام على أنه الأولوية الرئيسية لهم، يليه المسكن والرعاية الصحية.
وأظهر أن 60% من الأطفال اللاجئين السوريين الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و14 عامًا فقط كانوا يرتادون المدرسة بانتظام في عام 2022، مع انخفاض معدل الحضور إلى أقل من 8% للمراهقين الأكبر سنًا في المرحلة الثانوية.
وأشار التقييم إلى أن تغذية الأطفال معرضة للخطر، حيث إن أقلّ من نصف أعداد الأطفال الرضّع الذين تقلّ أعمارهم عن خمسة أشهر يعتمدون على الرضاعة الطبيعية فقط و11% فقط من الأطفال يتناولون الحد الأدنى من عدد الوجبات ومجموعات الطعام في اليوم.
انطلاق أولى قوافل اللاجئين السوريين العائدين من #لبنان إلى #سوريا 👇 تقرير: علي رباح pic.twitter.com/tpwyn4RgTf
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 26, 2022
ولفت إلى أن 6 من أصل كل 10 أطفال لاجئين سوريين يتعرضون لأساليب تأديبيّة عنيفة.
ومطلع الشهر الجاري، كشف المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي، أن المفوضية تعمل مع النظام السوري على إزالة "العوائق الجدّية" التي تمنع اللاجئين من العودة إلى بلادهم، وذلك عقب لقاء أجراه مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في العاصمة بيروت.
وحينها أشار غراندي إلى أن "معظم الناس يريدون العودة، ولكن يجب التغلب على العديد من العقبات، ونحن سنستمر في العمل عليها".