أكّدت منظمات إغاثة دولية أن إسرائيل لم تنفذ سلسلة من المطالب الأميركية التي تستهدف تخفيف حدة الأزمة الإنسانية في غزة مع انتهاء المهلة اليوم الثلاثاء.
وكانت الولايات المتحدة قالت في رسالة وجهتها لحليفتها في 13 أكتوبر/ تشرين الأول إن على إسرائيل اتخاذ خطوات لتحسين وضع المساعدات في غضون 30 يومًا، وإنها قد تواجه قيودًا محتملة على المساعدات العسكرية الأميركية إذا لم تفعل ذلك.
وفي تقرير مؤلف من 19 صفحة، قالت مجموعة من ثماني منظمات إغاثة، من بينها أوكسفام وهيئة إنقاذ الطفولة والمجلس النرويجي للاجئين: "لم تلب إسرائيل المعايير الأميركية التي تشير إلى دعم الاستجابة الإنسانية فحسب، بل اتخذت في الوقت نفسه إجراءات فاقمت الوضع بشدة على الأرض، لا سيما في شمال غزة".
وتتوغل القوات الإسرائيلية منذ أكثر من شهر في عمق شمال غزة، وتحاصر مستشفيات وملاجئ وبذلك تطلق موجات جديدة من النزوح في عملية تقول إسرائيل إنها تستهدف منع مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من إعادة تجميع صفوفهم هناك.
ويوم الجمعة الماضي، أصدر خبراء في الأمن الغذائي العالمي تحذيرًا نادرًا عن مجاعة وشيكة في أنحاء من شمال غزة ما لم تُتخذ إجراءات على الفور لتخفيف حدة الأوضاع.
وتصد إسرائيل محاولات إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة. فقد باءت 85% من عمليات تنسيق قوافل المساعدات إلى شمال غزة بالفشل بعد أن رُفضت أو عُرقلت من قبل سلطات الاحتلال.
ويوضح مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أنه قدم الشهر الماضي 98 طلبًا للجانب الإسرائيلي للحصول على تصاريح العبور إلى غزة، وقبل 15 منها فقط.
أي شيء يحدث الآن "صار متأخرًا"
وقالت لويز ووتريدج، كبيرة مسؤولي الطوارئ في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة في غزة، خلال إفادة صحفية في جنيف إن عدد شاحنات المساعدات إلى القطاع تراجع بشدة في أكتوبر/ تشرين الأول، ولم يُسمح بدخول الغذاء إلى شمال غزة على مدى شهر كامل.
وأضافت: "الناس هنا بحاجة إلى كل شيء. إنهم بحاجة إلى المزيد (من المساعدات). هذا ليس كافيًا".
وعندما سئلت عما تتوقع أن تفعله واشنطن بشأن الموعد النهائي، قالت "أي شيء يحدث الآن صار بالفعل متأخرًا جدًا. قُتل الآلاف والآلاف من الناس دون سبب. قُتلوا بسبب نقص المساعدات واستمرار إلقاء القنابل عليهم ولأننا لم نتمكن حتى من انتشالهم من تحت الأنقاض".
وأشارت إسرائيل أمس الإثنين إلى أنها استجابت لمعظم المطالب الأميركية. وقال مسؤول إسرائيلي للصحفيين إن بعض الأمور ما زالت قيد المناقشة وتتعلق بقضايا تخص السلامة.
واليوم الثلاثاء، زعمت إسرائيل فتح معبر جديد لإدخال المساعدات. وقال الجيش الإسرائيلي إن مئات من طرود الغذاء والمياه أُرسلت إلى مناطق في شمال غزة في عملية منسقة.
ولم تعلق واشنطن بعد على مدى تلبية شروطها. وقالت وزارة الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي إن إسرائيل اتخذت بعض التدابير لتعزيز وصول المساعدات إلى غزة لكنها لم تقم حتى الآن بتحسين الوضع الإنساني بقدر كبير.