أكد المكتب التنفيذي لحركة النهضة التونسية على دعمه للحكومة لتمكين الوزراء الجدد من القيام بمهامهم في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تمرّ بها البلاد.
وجدّد المكتب، ترحيب الحركة بمبادرة الحوار الوطني التي دعا إليها الاتحاد العام التونسي للشغل وغيره من المكوّنات السياسية التونسية. وشدّد على ضرورة البدء لحوار وطني لتخفيف الاحتقان السياسيّ والاجتماعيّ.
يأتي ذلك في وقتٍ تراوح الأزمة السياسيّة والدستوريّة مكانها، على خلفية رفض الرئيس قيس سعيّد مثول الوزراء الجُدُد أمامه لأداء القسم الدستوريّ، بما يتيح لهم المباشرة بمهامهم كما درجت عليه العادة في تونس.
صراع بين رأسي السلطة
ويرى الباحث السياسي نور الدين العلوي، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أنّ موقف "النهضة" بدا متماسكًا ومنسجمًا مع بداياته الأولى حين صوّتت كتلة "النهضة" وأنصارها لصالح التعديل الوزاري.
ويتحدّث العلوي عن اتجاه واضح لدفع الحكومة نحو العمل بغضّ النظر عن "شكليّة" أداء اليمين أمام الرئيس قيس سعيّد الذي لا يزال يرفض إتمامه، معربًا عن اعتقاده بأنّ الأزمة لا تزال مستمرّة.
وإذ يلفت إلى أنّ تجاوز موقف الرئيس يؤشر إلى احتمال صراع قادم بين رأسي السلطة التنفيذية والبرلمان، ينبّه إلى أنّ الجميع في تونس يسير على حافة الهاوية وليس لدى أيّ من الأطراف أوراق قوية للمضي في أيّ اتجاه.
أوراق لم يلعبها الغنوشي بعد
ويعتبر الباحث التونسي أنّ لدى رئيس "حركة النهضة" ورئيس البرلمان راشد الغنوشي بعض الأوراق التي لم يلعبها بعد، كما لديه وسائل ضغط أخرى منها.
ويلفت في هذا السياق إلى الودّ الذي يُظهِره الغنوشي هذه الأيام للنقابة، وترحيبه بالحوار الوطني الذي يبدو أنّ النقابة نفسها لم تعد تؤمن به كثيرًا، على حدّ تعبيره.
ويشدّد العلوي على أنّ الرئيس قيس سعيّد "يبدو الأضعف" في هذه الصورة، مشيرًا إلى أنّه لا يملك إمكانية التصعيد أكثر ممّا فعله حتى الآن.