يهدد الموت الأطفال الخدّج في قطاع غزة المحاصر، مع انقطاع الكهرباء ونقص الإمدادات والمعدات في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر، حيث تعمل وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في مستشفى الشفاء بـ 10 أجهزة تنفس فقط.
كما يعاني هذا المستشفى من نقص حاد في الأدوية الأساسية والمضادات الحيوية، فيما يحتاج 55 طفلًا للدواء للبقاء على قيد الحياة.
كارثة وشيكة
في هذا الصدد، وجّه الدكتور ناصر بلبل رئيس قسم وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في مستشفى الشفاء نداء عاجلًا لإنقاذ أطفال غزة.
وأوضح بلبل في حديث مع "العربي": "لدينا أجهزة تهوية، ولكن سبعة أجهزة تنفس صناعي لا تعمل لعدم امتلاكنا الكابلات المناسبة لتشغيلها".
وبينما لفت إلى أنه يتم العمل بـ 10 أجهزة تنفس فقط، قال إن ذاك "مؤشر قوي على قرب انهيار القسم".
وناشد الطبيب الجميع إرسال المستلزمات الطبية اللازمة لهذا القسم الحيوي، "وإلا فإننا سنواجه كارثة كبيرة"، على حدّ تعبيره.
ويعاني جميع الخدّج في هذه الوحدة من نقص الوزن ويحتاجون إلى رعاية مركزة على مدار الساعة، لكن المستشفى يفتقر إلى الأدوية الأساسية، مثل سترات الكافيين والمضادات الحيوية مثل الأمبيسيلين والجنتاميسين، بحسب ما أكد بلبل.
نقص الكوادر الطبية
إلى ذلك، يعمل مستشفى الشفاء بعدد قليل من كوادره، فقد اضطر بعض أعضاء الفريق في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة إلى العمل في مستشفيات أخرى في المناطق الجنوبية من غزة، بسبب الغارات الإسرائيلية وإغلاق الطرق.
في هذا الإطار، قال رئيس قسم وحدة العناية المركزة: "نحن نعمل كفريق واحد من أربعة أطباء. جميع زملائي الأطباء يعيشون في جنوب غزة، وبسبب الضربات وانسداد الطرق الرئيسية، فإنهم يعملون الآن في مستشفيات الجنوب؛ مستشفيا التحرير وشهداء الأقصى".
وذكر أن المستشفى يعاني منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي، لا سيما قسم حديثي الولادة، حيث الطاقم الطبي لا يعالج الخدّج فحسب، بل أيضًا الأطفال الذين فروا إلى مستشفى الشفاء.
خطر محدق بالأطفال في الحاضنات
وتؤكّد منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" أن 120 مولودًا جديدًا موضوعين في حاضنات معرضون للخطر، بسبب النقص الحاد في الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات.
ومن مستشفى الشفاء حذّر بلبل: "إذا انقطعت الكهرباء عن هذه الأقسام التي يوجد بها 55 طفلًا، سنفقد كل من يحتاج إلى الكهرباء خلال خمس دقائق".
ويستمر العدوان الإسرائيلي على غزة في أسبوعه الثالث على التوالي فيما يكثف الاحتلال الإسرائيلي من ضرباته الجوية والصاروخية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 5 آلاف فلسطيني بينهم 2055 طفلًا.