الأحد 1 Sep / September 2024

الأطفال في غزة والرعب المستمر.. لا يعرفون السكينة منذ أن أبصروا النور

الأطفال في غزة والرعب المستمر.. لا يعرفون السكينة منذ أن أبصروا النور

شارك القصة

تشير "اليونيسيف" إلى أن عددًا كبيرًا من الأطفال في قطاع غزة يعيشون تحت ضغط نفسي كبير - رويترز
تشير "اليونيسيف" إلى أن عددًا كبيرًا من الأطفال في قطاع غزة يعيشون تحت ضغط نفسي كبير - رويترز
يتجاوز عدد الأطفال في قطاع غزة نصف عدد السكان. ومن بلغ منهم سن المراهقة أدرك 5 حروب. ومن تجاوزوا سن الحلم ولدوا عام 2008 ومر عليهم أول عدوان غاشم وهم رضّع.

لا يعرف الأطفال في قطاع غزة معنى الهدوء منذ أن أبصرت عيونهم نور الدنيا. أبرياء هم يعيشون في رعب ولا ذنب لهم سوى أنهم وُلدوا في قطاع محاصر.

يتجاوز عدد الأطفال في قطاع غزة نصف عدد السكان. ومن بلغ منهم سن المراهقة فقد أدرك 5 حروب. ومن تجاوزوا سن الحلم ولدوا في العام 2008 ومر عليهم أول عدوان غاشم وهم رضّع، وما أن درجوا حتى أدركوا عدوان العام 2012.

وهؤلاء حتى إذا بدأوا التمييز وهم في السادسة، حضروا واحدة من أفظع جرائم الاحتلال في العام 2014 وشاهدوا أو سمعوا قصة الطفل محمد أبو خضير، الذي خُطف وعُذب وأُحرق حيًا.

مآسي الأطفال في قطاع غزة

لا يستوعب عقل أو فؤاد ما حلّ بالأطفال في قطاع غزة. فبعد 6 أشهر من حرب العام 2014، التي استمرت لأكثر من 50 يومًا، جمعت دراسة ميدانية بيانات 1850 طفلًا من غزة تتراوح أعمارهم بين ثمانية أعوام وخمسة عشر عامًا.

وخلصت الدراسة إلى وجود 275 طفلًا يعانون من أعراض الاضطراب بشكل واضح.

وأظهرت دراسة أخرى لدار اليتيم الفلسطينيِ صدرت عام 2022، أن عدد الأيتام في القطاع بلغ أكثر من 26 ألفًا بسبب ارتفاع عدد الوفيات جرّاء الحروب والتدهور الكبير في قطاع الصحة.

أما في الحرب الجارية، فإن الصورة تبدو أوجع وأشد، إذ قال الدكتور غسان أبوستة، وهو جراح فلسطيني بريطاني يعمل حاليًا في مستشفى "الشفاء" في غزة: "لا يوجد مكان أكثر عزلةً من سرير طفل جريح لم تعد لديه عائلة تعتني به".

ومع أنّ الجميع يشرب من الكأس المرّة نفسها، تظهر معاناة الأطفال الأيتام بصورة أقسى. والمحظوظ هو من كان له أقارب على قيد الحياة أو جيران يتكفلون برعايته، أو من يجد مكانًا بعد الحرب في جمعية داخل فلسطين أو خارجها لرعاية الأيتام.

ومحظوظ أيضًا بينهم من تكفله جمعيات المجتمع المدنيِ في دول أخرى، أو من يكون من المستفيدين من مبادرة دولية، كتلك التي أعلنت عنها أمينة أردوغان زوجة الرئيس التركيِ لصالح الأطفال الجرحى والأيتام الناجين من العدوان الإسرائيليِ على غزة.

وما يُعد لافتًا في هذه الحرب أن أصواتًا ومناشدات تعالتْ في الدول العربية وغيرها لتبني أطفال غزة ورعايتهم، لا سيّما الرضع منهم، بغية إعطائهم فرصة للتعافي من الصدمات النفسية للحرب والحصار.

وفضلًا عن الآثار والصدمات النفسية للحرب على القطاع، تقول منظمة اليونيسف في تقرير: إن الأطفال والأمهات يفتقدون المساحات الآمنة. 

وتشير إلى أن عددًا كبيرًا من الأطفال في قطاع غزة يعيشون تحت ضغط نفسي كبير، بسبب الوضع الاقتصادي المتردي والتصعيد المتكرر، وهو أمر يؤثر على الصحة العقلية للأطفال.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة