كشفت وكالة حرس الحدود وخفر السواحل التابعة للاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، أن عدد المهاجرين الذين حاولوا دخول الاتحاد الأوروبي من دون إذن في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ 2016، حتى مع استبعاد اللاجئين القادمين من أوكرانيا.
وقدرت "فرونتكس" أن أكثر من 40300 "عملية عبور غير شرعية" تم إجراؤها إلى الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة بين يناير/ كانون الثاني ومارس/ آذار، بزيادة قدرها 57% عن الفترة نفسها من العام الماضي.
ودخل الاتحاد الأوروبي عام 2015 أكثر من مليون شخص، معظمهم من سوريا، إضافة إلى العديد من العراقيين، مما أدى إلى اكتظاظ مرافق الاستقبال. وأثار وصولهم أزمة سياسية كبيرة في أوروبا حيث كانت الدول تتشاجر حول من يجب أن يعتني بهم، ولا تزال التوترات قائمة.
وهذا العام، فر نحو 5 ملايين شخص من الحرب في أوكرانيا. واستقبلت بولندا أكثر من نصفهم بينما استقبلت المجر ما يقرب من نصف مليون، وفقًا لأرقام مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. ورفض كلا البلدين الالتزام باستقبال لاجئين من سوريا والعراق بعد عام 2015.
وقالت فرونتكس: "إن عدد المحاولات لدخول أوروبا من دون إذن عبر غرب البلقان تضاعف في الربع الأول من عام 2022، مع رصد أكثر من 18300 حالة عبور. وكان معظمهم من السوريين والأفغان".
وتم إجراء أكثر من 5100 محاولة عبر جزيرة قبرص التابعة للاتحاد الأوروبي، بزيادة سنوية تبلغ ثلاثة أضعاف.
وقالت "فرونتكس" أيضًا: "إن عدد المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى بريطانيا عبر القناة الإنكليزية تضاعف ثلاث مرات تقريبًا في أوائل عام 2022 إلى ما يقرب من 8900 مقارنة بالربع الأول من العام الماضي، ومُنع نصفهم من العبور.
عالقون بين بيلاروسيا وبولندا
وشهدت الحدود البيلاروسية البولندية أزمة لاجئين في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث اتّهم الأوروبيون رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشنكو بتأجيج الأزمة عبر إعطاء تأشيرات لمهاجرين عالقين عند حدود ليتوانيا ولاتفيا وبولندا ودفعهم لمحاولة دخول الاتحاد الأوروبي، ردًا على العقوبات التي فرضتها بروكسل على بلاده في أعقاب حملة قمع وحشية استهدفت المعارضة عام 2020.
وعلق آلاف اللاجئين على الحدود بين البلدين وسط طقس قاس وظروف إنسانية صعبة قبل أن تعيد العديد من المهاجرين من الدول مثل العراق. ويقدّر عدد من بقي في المخيمات ببيلاروسيا بنحو ألف شخص معظمهم من كردستان.
وتشير المنظمة الدولية للهجرة، إلى أن ما يقرب من ألفَي مهاجر فُقدوا أو غرقوا في البحر المتوسط العام الماضي، مقارنة بـ1401 في 2020.
الهجرة عبر البحر المتوسط
وتؤكد المنظمة أن وسط البحر الأبيض المتوسط هو أخطر طريق للهجرة في العالم، حيث تقدّر الوكالة التابعة للأمم المتحدة أن أكثر من 18 ألف مهاجر لقوا حتفهم أو فُقدوا في هذا الطريق منذ 2014.
وتُعد تونس وليبيا من نقاط الانطلاق الرئيسة للمهاجرين، الذين يحلمون بحياة أفضل في أوروبا، وغالبًا ما يفرّون من النزاعات أو الفقر.
وأفاد المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية المتخصّص في قضايا الهجرة، بأن 15671 مهاجرًا، بينهم 584 امرأة، تمكنوا من الوصول إلى الأراضي الإيطالية من السواحل التونسية عام 2021، مقابل 12883 مهاجرًا بينهم 353 امرأة عام 2020.
ووصل أكثر من 123 ألف مهاجر إلى إيطاليا في 2021، مقارنة بنحو 95 ألفًا في العام السابق، وفق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.